ظاهرة النينيو المناخية تعصف بمناخ العالم السنوات المقبلة ومواسم مطرية أكثر قوة على الأردن والشرق الأوسط

#سواليف

 يتوقع أن تتطور #ظاهرة_مناخية مهمة يطلق عليها “ظاهرة النينيو المناخية”  وتعني ارتفاع على درجات #الحرارة في المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ مما يسبب تغير حاد على القوالب الجوية الكبرى، وتراجع حاد على قوة التيار النفاث فوق جنوب شرق أوروبا وشمال الجزيرة العربية مما ينتج عنه اندفاع #الكتل_الهوائية_الباردة نحو منطقة الجزيرة العربية و #الشرق_الأوسط بشكل أكثر تكرارا وقوة مقارنة مع الوضع الاعتيادي.

ظاهرة النينيو المناخية..
ويتم مراقبة تطور كبير لظاهرة “النينيو المناخية” والتي تعتبر من ضمن أكثر الظواهر المناخية تأثيرا على #مناخ_العالم والتي تسبب بالعادة انقلابا على الظواهر الجوية والمناخية حول العالم وتزيد من معدلات #الفيضانات و #السيول في منطقة الشرق الأوسط إلى أكثر من 3 أضعاف الوضع الاعتيادي وخاصة في الكويت والعراق والسعودية ومصر والأردن وفلسطين وكل من جنوبي سوريا ولبنان.

وتسبب هذه الظاهرة تراجعا في قوة التيار النفاث في جنوب شرق البحر المتوسط وشمال منطقة البحر الأحمر، لذا يسمح ذلك بتمدد الهواء القطبي نحو الجنوب والجنوب الشرقي بشكل أقوى من المعتاد مما يسبب نشاطا متزايدا بحالات عدم الاستقرار الجوي الباروكلينيكية ونشوء #المنخفضات_الجوية الجبهية العميقة وتسبب بحالات ممطرة قوية واسعة النطاق في منطقة الشرق الأوسط.

وتطورت ظاهرة النينيو الأخيرة بين مواسم 2015 وحتى 2020، وتسببت في زيادة نادرة على معدلات #الأمطار في منطقة الشرق الأوسط حيث تجاوزت في العديد من المناطق بحدود 200% ووصلت في مناطق أخرى إلى 300% ، وسجلت الأردن في مواسم 2018-2020 زيادة على معدلات الأمطار بحدود الضعف (200%) وتسبب ذلك بفيضان معظم السدود والأودية.

تطور سريع وقوي لظاهرة النينيو المناخية


#ظاهرة_النينيو المناخية ستزيد من قوة #التغيرات_المناخية والتي تسببت في زيادة كبيرة على معدلات الأمطار..
تتأثر الأردن ودول الشرق الأوسط بتغيرات مناخية حادة تسببت في زيادة كبيرة على معدلات الأمطار في السنوات الأخيرة وخاصة منذ موسم 2014-2015، وازدادت معدلات الأمطار في الأردن ودول الشرق الأوسط إلى أكثر من 40-50% منذ موسم 2018-2019، ومن ضمن 9 مواسم مطرية سابقة، سجلت منطقة الشرق الأوسط والأردن 7 مواسم مطرية قوية وبشكل غير مسبوق في تاريخ السجلات المناخية الحديثة.

وازدادت حالات السيول في الأردن ومنطقة الجزيرة العربية بشكل كبير حيث تم تسجيل زيادة بعددها بحدود الضعف مقارنة مع الفترة التي تسبق عام 2014، حيث سجلت الكويت زيادة كبيرة على معدلات السيول والأمطار بأكثر من 3 أضعاف الوضع الاعتيادي وسجلت الأردن زيادة على تكرار موجات السيول بحدود 2.5 مرة نتيجة هذه التغيرات المناخية.

وتعود هذه التغيرات المناخية وزيادة معدلات الأمطار في الأردن ودول الشرق الأوسط إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في منطقة البحر المتوسط بحدود 2 درجة مئوية عن معدلاتها الاعتيادية، اذا أن الدروانية المائية في منطقة البحر المتوسط تتم من الغرب إلى الشرق، وتسببت زيادة معدلات موجات الحارة والجافة القاسية في شمال أفريقيا وجنوب غرب القارة الأوروبية زيادة على معدلات درجات حرارة البحر المتوسط.

وستعمل ظاهرة النينيو المناخية على اشتداد هذه التغيرات المناخية القوية، ويتوقع من نتائج النموذج المناخي الخاص بمركز وسم الإقليمي والوحيد من نوعه في المنطقة العربية حيث يتوقع مواسم مطرية قوية ( غير مسبوقة) في المنطقة والتي يتوقع أن تسجل كميات أمطار كبيرة والتي قد تكون الأعلى في تاريخ السجلات المناخية الحديثة خلال المواسم المطرية المقبلة، ويتوقع تساقط الأمطار الصيفية بشكل غير موسمي ونادر نتيجة انقلاب وانحراف على حركة الرياح الموسمية في المناطق الشبه الاستوائية والاستوائية فوق منطقة بحر العرب والمحيط الهندي، أذا يتوقع أن ينتقل جزء مهم من هذه الرياح الموسمية نحو الجزيرة العربية خلال موسم الصيف، ويتزامن ذلك مع اقتراب كتلة هوائية أكثر اعتدالا ورطوبة من منطقة شرق البحر المتوسط ونحو شمال مصر.

وتعود هذه التغيرات إلى توقعات بتغير مسار التيار النفاث شبه الاستوائي فوق منطقة وسط أوروبا وجنوب شرقها ومنطقة شرق البحر المتوسط، حيث سيتخذ مسارا نادرا بالنسبة لفصل الصيف، ينعكس ذلك من تغير سريع على درجة حرارة منطقة غرب المحيط الهندي والذي يسبب ارتفاعها نشاطا كبيرا على الحركة الدورانية لخلية “هادلي الاستوائية وشبه الاستوائية” ينتج عن ذلك بناء مرتفع جوي قوي فوق شمال أفريقيا ووسط وغرب القارة الأوروبية واشتداد كبير على حركة التيار النفاث فوق تلك المناطق، إذا أن الطاقة الحرارية المتزايدة والمنبعثة من نشاط الخلية الاستوائية في تلك المناطق ستزيد من قوة المرتفع الجوي الأوروبي بسبب النشاط الديناميكي المتزايد من هذه الدورانية المتعاكسة.

إن التغير السريع في حركة التيارات النفاثة القطبية فوق أمريكا الشمالية سيعكس ذلك على تغير مفاجئ أيضا في حركة التيار النفاث القطبي فوق شرق القارة الأوروبية مسببا ضعفه وتراجعه مما يعكس على تمدد الهواء القطبي وشبه القطبي إلى منطقة البحر الأسود مما يسبب ظروف جوية صيفية مضطربة فوق تلك المناطق والتي ستمتد نحو شرق البحر المتوسط بشكل نادر الحدوث، هذه الاضطرابات ستصبح أكثر وضوحا من نهاية فصل الصيف وبداية موسم الخريف والذي سيعكس أيضا بداية مبكرة وقوية للموسم المطري المقبل.

ظاهرة النينيو المناخية يتوقع أن ترتقي لظاهرة نينيو مناخية قوية خلال موسم 2023-2024، مما يسبب ظروف مناخية قاسية حول العالم من موجات الفيضانات الشديدة في منطقة البيرو وجنوب الولايات المتحدة وكاليفورنيا وتكساس، وكذلك منطقة الجزيرة العربية وشرق البحر المتوسط والأردن والعراق وتركيا وإيران.

إن تزامن ذلك مع ارتفاع حرارة طارئ في منطقة غرب المحيط الهندي يعكس دورانية ايجابية سريعة لخلية المحيط الهندي ونشاط الموجات الاستوائية القوية في منطقة بحر العرب ويرفع من فرص الأعاصير القوية فوق جنوب شرق الجزيرة العربية خاصة مع بداية الصيف ويشكل أكثر وضوحا وقوة في فترة الخريف، حيث ينصح كافة القطاعات في تلك المناطق بالاستعداد والنخطيط نظرا لتوقع ظروف جوية عالية التطرف في منطقة بحر العرب خاصة خلال فصل الخريف.

وتراقب منظمة الأرصاد العاليمة والأرصاد الاسترالية ظاهرة النينيو القوية بشكل مستمر، حيث تعتبر هذه الظواهر المناخية هي الأقوى على مناخ العالم، والتي يتوقع أن تطول لأكثر من عامين على الأقل.

حقيقة التغيرات المناخية في المنطقة بين الواقع والإعلام المحلي..
ونجح مركز وسم الإقليمي منفردا في منطقة الشرق الأوسط ومتفوقا باستخدامه نموذجه المناخي الخاص والمطور بالطريقة الاحصائية المعايرة ( Analogue method- Calibrated formulas- ) ، نجح بالتبنؤ بالموسم المطري الحالي القوي وببدايته المبكرة بدقة تجاوزت 70%،  وتعاني وسائل الإعلام المحلية الأردنية ضعفا حادا في نشر التنبؤات الجوية وسوء فهم كبير للتغيرات المناخية خاصة في الموسمين الأخيرين مما تسبب في خسائر فادحة في مختلف القطاعات وخاصة الزراعية والسياحية وقطاع الكهرباء، وسيعمل مركز وسم الإقليمي على معالجة هذه المشكلة خلال المواسم المقبلة عبر تطوير البروتوكولات في التنبؤات الجوية للجمهور وتسهيل وصول المعلومة الدقيقة لهم بعيدا عن الاشاعات التي تطلق عبر وسائل الإعلام المحلية والتي تعاني بشدة من سوء دقة التبؤات في الفترة الأخيرة وغياب دقيق لمستويات التنبيه التي سببت خسائر فادحة في العديد من القطاعات، حيث يحتاج قطاع الأرصاد إلى تنظيم عاجل قبل تفاقم المشكلة وزيادة الخسائر خلال المواسم المطرية المقبلة مع توقع اشتداد الظروف الجوية وزيادة تطرفها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى