.. طيور مهاجرة
.. مثلما حملتك الأيام و ارتحلت .. على عجالة من أمرك ، و غبت هناك في الأفق البعيد ، دون أن تمنحيني فرصة وداع ..
و مثلما ، ترتحل الطيور في مواسم هجرتها .. ها أنت تغيبين .. و تتركين عطرك مسفوحا على امتداد
الخاطر .. و الذكريات ..
حملت معك في حقائب السفر أشياءك الجميلة .. و لم تتنبهي أنك
حملت شيئا من القلب و الروح ..
حملت فرح القلب و نشوة النفس
و تركت جرحا ، غائرا و ندوبا في
قرارة الفؤاد ..تركت صدى ضحكاتك و رنين صوتك الآتي مع اشتعالات الوجد .. في تلك المساءات .. فتوقظين الذكريات من غفوتها .. و تشعلين شموعا
تضيء عتمة الروح ..
تهاجر الطيور .. نحو الجنوب ، تبحث عن موطن دفء .. و عن
مواسم حب .. و في قلوبها عهد
بالرجوع إلى هناك .. إلى موطنها
في سهوب الشمال ..
ترحلين .. و كلي أمل أن تأتي بك الأيام .. في ثنايا الأشرعة من خلف
البحار .. كلي أمل أن تعودي مع أسراب الطيور العائدة من هجرتها
مع النوارس .. لتغتسل في بحار
موطنها .. و شمس شواطئها ..
… عندها ، ستحيين آمالا .. و
ستجدين كرنفال محبة ..
و قلبا .. يهتف باسمك ..
– احمد مصطفى المثاني