طين وعجين / يوسف غيشان

طين وعجين
تخيلوا ان نستطيع بتغييرات جينية أو اي هندسة وراثية أو توريثية ما، أو بأي طريقة ، فالخيال لا يحتاج الى تبريرات منطقية أصلا ، أن نستطيع تفكيك أذاننا وعيوننا، وقتما نشاء وأينما شئنا، كمرحلة أولى. هنا يبدأ الخيال ..تدخل الى الندوة بكل فشخرة وترتمي على احد المقاعد، وما أن يشرع المحاضر المحترم – أي محاضر من رئيس دولة حتى رئيس مجلس عسكري حتى شاعر ورئيس حزب وخلافه- حتى تشرع في فك أذنيك وتبدأ بتنظيفها من صمغ الأيام الماضية . تتحرك شفاه الخطيب ، لكنك لا تسمع شيئا، وربما تستطيع ضبط ايقاع اذنيك وتقوم بتغيير طبلة الذن كما تغير عدسة العين ، وتركب مصافي وحواجز لتسمع ما تشاء ، حتى لو كانت اذانك في مكانها الطبيعي .كما تستطيع أن تحول اذنيك بشكل مؤقت واحدة من طين والأخرى من عجين (مثلك مثل أي مسؤول).
وإذا لم تعجبك حركات الخطيب، فيمكنك أيضا فك عينيك ، فلا تراه وتخلص من وجع القلب ..كما يمكنك تغيير الأوضاع ، واللعب على قصة العدسات المقعرة والمحدبة، فتجعل الخطيب ، مقلوبا أو مبطوحا على الجوانب ، صغيرا أم كبيرا، ويمكنك تغيير ملامح وجهه عن طريق ادخال برنامج (الفوتوشوب) داخل العين ، أو يمكنك تحويل عينيك الى مرايا مضحكة مثل مرايا السيرك…انظر الى الخطيب والجمهور ..لا بل انظر الى نفسك ايضا وتمتع بالسيرك بلا تذاكر ولا مذاكر.
هذا في المرحلة الأولى ، وإذا رغبت بتصعيد فكرة التخيل ، فيمكنك أيضا فك قلبك وتنظيفه من أسخام وأصماغ الأيام، ويمكنك فك المعدة والأثني عشر والغدة المعثكلة والفرج والشرج، وتغيير أماكن ما تشاء من الأجزاء -حسب الطلب- .
تستطيع بالخيال أن تفعل كل شئ تقريبا ، لكنك لا تضحك، في النهاية سوى على نفسك،وستكتشف أن التغيير الوحيد الممكن هو فقط في النزول الى الشارع والإنخراط في الحياة والممارسة اليومية العملية من أجل إجبار الواقع على التغير … ، هذا ما ستفعله أنت ، الإ اذا اردت أن تتلهى عن قامعيك وسارقيك وخاذليك بلعب ال(ليغو) في أعضائك!!
ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى