طوف وشوف

طوف وشوف
رائد عبدالرحمن حجازي

تتذكرون أكياس الطحين الأمريكية والتي كانت تقدمها وكالة الغوث للاجئين ؟ فكيس الطحين له ذكريات جمة عند غالبية الناس , فمن استخداماته كلباس داخلي إلى وجوه للمخدات وحتى أكياس لشخل اللبن …الخ .
أذكر ذات مرة بأني كنت ضمن رحلة مدرسية لمنطقة الحمة الأردنية , ومن فعاليات هذه الرحلة السباحة في أحد مسابحها . وصلنا للحمة والجميع متلهف للسباحة لكن الأستاذ المشرف على الرحلة أطال علينا بتوجيهاته وتحذيراته كي لا يتعرض أحدنا للغرق . أنتهت المحاضرة النظرية ودخلنا للمسبح . باشر الجميع بخلع الملابس استعداداً للنزول للبركة . طبعاً مايوهات السباحة كانت تتفاوت ما بين بنطلون سترتش(مطاط) أو بنطلون قماش قُص من فوق الركبة بقليل , باللإضافة لشرت السباحة الذي تم تفصيله من أحد شوالات الطحين آنِفة الذكر (اندروير).
لمن لا يعرف هذه الأكياس : هي مصنوعة من قماش أبيض متين وناعم وقد كُتب عليه باللغة الإنجليزية جملة ترجمتها (ليس للبيع ولا للمبادلة – هدية من الشعب الامريكي) ويتوسط الكيس شعار يدان تتصفحان مع جزء من ألوان العلم الأمريكي .
رحنا ننزل للماء واحداً تلو الآخر , إلا أن أحد طلاب الصف والذي كان يُجيد السباحة قرر أن يغطس في الماء على مبدأ (إبعد بدي أذرب راس) رجع للوراء عدة خطوات واطبق كفيه على بعضهما أمامه وكأنهما مقدمة قارب , وركض ليقفز عالياً ورأسه للأسفل . جميعنا اندهش لروعة المشهد ولكن ما أدهشنا أكثر بأن هذا الطالب عندما ظهر على سطح الماء ظهرت تحت الشورت وعند المؤخرة تحديداً فقاعة كبيرة من الهواء أضحكتنا جميعاً . ليتكرر المشهد مع كل قفزة لهذا الطالب .
الطريف بالأمر كانت ألنساء عندما يقمن بقص قماش الكيس لتفصيل الكلاسين الداخلية أو السراويل , يجعلن رسمة الأيدي على المؤخرة وذلك من الناحية الجمالية , أما جملة (ليس للبيع ولا للمبادلة – هدية من الشعب الامريكي) كانت في المقدمة . ولا زلنا حتى يومنا هذا تُطبطب علينا أياديهم من الخلف , وهداياهم تُكبل أيدينا من الأمام .
ملاحظة : شورت السباحة لزميلنا في ذلك الحين اطلقنا عليه لقب (طوف وشوف).
#رائد_عبدالرحمن_حجازي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى