#طوفان_الاقصى و #سفينة_النجاة #المقاومة
#بسام_الياسين
لا سلام يأتي من ضعف.فالحق ،لا يقرع بابك ويُسّلمك حقك.الضعيف لا مكان له في عالم القوة، ولو ملأ الدنيا عويلاً . قاعدة علمية وسُنة كونية ،منذ ان خلق الله الخلق،لم يتحرر شعب يمبادرة،ولا عادت ارض بمعاهدة.اللجوء لمثل هذه الوسائل، حيلة من ليس بيده حيلة اخرى . المثل الصارخ صائب عريقات، كبير المفاوضين، اختصر حياته بجملة واحدة :ـ حياتي مفاوضات ـ. النتيجة كانت انه شهد انهيار حل الدولتين،وخرج من الدنيا، دون ان يحظى بشيء،اللهم الا ” مقاطعة هزيلة محاصرة”، محاطة بمستوطنات على امتداد الضفة الغربية،وقطعان مسلحة من المستوطنين.المرحوم لو امتد به العمر،ورآى معجزات المقاومة،لقال :ـ من الحكمة ان اقول الحكمة :ـ ” خُدعنا ورب الكعبة “.
فشلت المفاوضات بشهادة العالم كافة،باستيلاد فأر مهزول،بل ان فتيلة سراج السلام احترقت،حتى اسودت الدنيا،وطمست الحروف،فصاح عباس مهندس اوسلو صارخاً على منبر الامم المتحدة :ـ ” إحمونا واعتبرونا….” كأنها صرخة ارخميدس،حينما اكتشف قانون الجاذبية :ـ وجدتها،وجدتها.بدهية لا تحتاج لإثبات،ان المفاوضات لا تستعيد ارضاً ولا تُعيد لاجئاً.مسرحية اوسلو تذكرنا بمسرحية ” بانتظار جودو ” العبثية،للكاتب الرائع صموئيل بيكيت الذي يصور بسخرية اولئك الذين امضوا اعمارهم بانتظار ” المخلص ” الذي لم يأت ولن ياتي.” فكل الحلول كانت على حساب القضية وليست لصالحها ” .
المقاومة هي الفاصلة الفاصلة،الاستدارة الكاملة عما هو قائم من مهانة الى ما يجب ان يكون من كرامة.حضورها للواجهة واجبة ،لمواجهة اعتى محتل ـ اسرائيل المجرمة،واقذر محتال امريكا. على المقلب الاخر،مطاردة المقاومين،والتضييق على الحاضنة ،خدمة كبرى للصهاينة.،فالامة التي تلقي سلاحها لاجل تطبيع زائف،امة ستخرج من التاريخ والجغرافيا.فالمقاومة ضرورة للضغط على حوصلة الصهاينة،والاخذ بالاسباب كما قال سيدنا المسيح :ـ بع رداءك واشترِ سلاحاً.
حرب على غزة،كشفت ان الكيان الاسرائيلي مافيا خطرة،نبوءة كاذبة .مجتمع نفعي .لا تربطه بالدولة الا المصلحة ،ان لم تكن الدولة على مقاس الانا الضيقة هجرها.الاغلبية تحمل جنسية مزدوجة. لهذا اجمع المفكرون الاوروبيون، ان اليهود تجمع آني، كقطيع غنم يسعى للحصول على مغنم او كقطيع ذئاب تجتمع لمهاجمة فريسة.هذا ما حدث فعلاً في غزة، لم يتركوا حجراً على حجر الا هدموه،ولا بشراً الا نهشوه فيما الدول العربية لم تبق متفرجة بل مكتوفة اليدين.
ما يثلج الصدر، بلوغ الوعي العربي اقصىاه،رغم الاعيب الاعلام الممجوجة،التي لم تعد مسموعة،وان سُمِعتْ، لا احد يصدقها.فهناك عودة لقرآءة الاحداث بطريقة مغايرة ،ونبش الملفات القديمة المفرج عنها من اراشيف الدول الاستعمارية، وما فيها من بلاوي تدين الخونة.
حقيقة ازلية ان فلسطين حق لنا لن تنساه، مهما طال الزمن،والمقاومة فسيلة نبتت في القلب،هي سفينة النجاة ،بعد ان يئست الشعوب من موقف الانظمة المتفرجة،فلا تسمع لاحدها، دبيباً ولا انقضاضة ،بل ان بعضها تمد اسرائيل باسباب القوة.خلاصة الخلاصة ان طبخة الحصى غير مقنعة كما الحروب المحدودة والحلول الترقيعية ليست شافية. الجل ان اسرائيل دولة دخيلة، ولا بد من استأصالها بقوة المقاومة، وترحيل سكانها من حيث اتوا.،والا فالصراع قائم الى يوم القيامة .