طوب عازل للحرارة والصوت والماء.. صناعة فلسطينية “صديقة للبيئة”

سواليف

باحثون فلسطينيون ثلاثة، نجحوا في تطوير الخلطة الإسمنتية التقليدية للحجارة، ليحصلوا على طوب عازل للحرارة والصوت والماء، والأهم من ذلك كله أنه “صديق للبيئة” أيضا.

طوب مختلف تماما عن نظيره التقليدي، ويتميّز بخصائص كيميائية تساهم في تخفيف تداعيات أزمة الكهرباء التي يعاني منها قطاع غزة، كما يقول أصحاب المشروع.

وحصل الأكاديميون الذين يعملون في مركز “أبحاث الهندسة”، بجامعة الإسراء (حكومية) بمدينة غزة، على تحكيم لبحثهم من مجلات علمية في كل من بريطانيا واستراليا وجامعة عين شمس في مصر، علاوة على الجامعة الإسلامية بالقطاع.

عبد الفتاح قرمان، مدير مركز أبحاث الطاقة والبيئة، بجامعة الإسراء، وأحد الباحثين الثلاثة، قال إنّ الطوب مصنوع من الرمل والإسمنت، إضافة لموادٍ كيميائية تكسبه صفة العزل الحراري والمائي والصوتي.

“البيوت والمباني لدينا غير مصممة على أن تكون عازلة حراريًا”، يضيف قرمان للأناضول، ويستطرد بالقول “في فصل الصيف، تكتسب المباني الحرارة، وبالتالي ترتفع درجة الحرارة بداخلها، بينما تكون باردة شتاء”.

معضلة، قال الباحث إن الطوب الجديد يشكّل حلا مثاليا لها، بما أن استخدامها سيغني عن الحاجة للتدفئة أو التبريد داخل المنازل.

وتوضيحا للجزئية الأخيرة، أشار قرمان أنّ “من خصوصيات هذا الطوب أنّه يحتفظ بدرجة الحرارة المناسبة، سواء في فصل الصيف أو الشتاء”.

أما عن رحلة البحوث والتطبيقات العملية، لفت الأكاديمي إلى أنه توصل وزملاءه إلى صناعة الطوب بعد عامين من الدراسة والبحث والتجربة، وكان “بالإمكان اختصار هذه المدة في حال توفرت لنا الإمكانيات اللازمة”، على حد تعبيره.

واستدرك قائلا إن الطوب “يساهم في تقليل النفقات المالية للناس، من حيث التدفئة أو التبريد، كما أنّ “لديه القدرة على مقاومة الظروف المناخية الحرارية”.

وداخل أحد معامل الكيمياء بالجامعة، بدأ الدكتور علاء مسلّم، الباحث في مجال الطاقة، بخلط الإسمنت والرمل والمواد الكيميائية داخل وعاء، لصناعة عيّنة من الطوب.

مسلّم؛ الذي يشغل أيضا منصب عميد كلية الهندسة بالجامعة، وأحد منتجي الطوب، قال للأناضول إن “هذا الطوب يساهم في حل مشكلة الطاقة التي يعاني منها القطاع منذ سنوات طويلة”.

وقال مسلّم، الذي يرتدي نظارات بلاستيكية لوقاية عينيه في حال تناثر جزء من الخليط “من خلال خاصية العزل الحراري، نحافظ على الأحمال الحرارية داخل المبنى، وبالتالي نقلل من استخدام الطاقة الكهربائية”.

ولفت مسلم إلى أنّ المنتج اقتصادي وصديق للبيئة، وغير مكلف ماديًا، مشيرا أنّ فريقه بإمكانه البدء فورًا في إنتاج الطوب، حال تم توفير الدعم المالي له.

وفيما يتعلق بردود الفعل حيال المشروع، أكّد مسلم وجود إقبال عليه من طرف رجال الأعمال والقطاع الخاص عموما بغزة.

ووفق تصريحات سابقة لمسؤولين في وزارة الاقتصاد بغزة، تسمح السلطات المصرية بإدخال كميات محدودة من الإسمنت للقطاع، خلال أيام فتح المعبر المتباعدة والمحدودة، باتفاق مع تجار فلسطينيين من القطاع الخاص.

ويعاني قطاع غزة من نقص حاد في مواد البناء، التي تقيّد إسرائيل إدخالها منذ 8 سنوات، إذ تسمح بإدخال كميات “محدودة” من “الإسمنت” عبر معبر كرم أبو سالم (المنفذ التجاري الوحيد للقطاع).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى