* طلقة على الظلم * / هند عتوم

* طلقة على الظلم *
هند عتوم

عندما يكون المواطن مظلوما
فمن الطبيعي أن يلجأ الى الدولة
وقانون الدولة حتى يستعيد حقه ؛؛
ولكن أن يواجه بالتطنيش والمماطلة
فلا بد حينها أن يصرخ !!
تعالوا معي نستمع لصرخة هذا الشاب
المكافح المألوم ..
عمر العمري مأزوم بقضيته ..
كما نحن مأزومون بقضايانا
الشخصية منها والوطنية على حد سواء !!
للأسف ما زال غضبنا من وراء حجاب ..
وما زالت سيوفنا تنحر بعضها بعضا ..
وما زالت غيلان أمتي وثيرانها .. في مأمن !!!

يقول عمر العمري:

“”. “ترامادول”
(مذكرات قتيل على قيد الحياة)

“٧”
الزمان : العاشر من حزيران لعام ٢٠١٢ ميلادي …. حوالي الساعة الثالثة فجراً.
المكان : أحد مستشفيات عمّان الريادية قسم الشرايين.

غرفة مظلمة يتسلل إليها الضوء من الممر الموجود خارجها … أربعة أسرة موزعة على أركان الغرفة بشكل متقابل… ثلاثة منها فارغة وأنا ممدد على السرير المحاذي للباب من جهة اليسار … أعلى باب الغرفة من الخارج لوحة مكتوب عليها : “إنعاش الشرايين”.
_شخص ينادي على إسمي من الممر لكنني لا أستطيع الرد. بعدها يدخل شاب ضخم البنية يرتدي زي التمريض ، توجه نحو سريري مباشرة لما رأى الأسرّة الباقية فارغة من المرضى…. عرّفني بنفسة… (م ف)… من قرية قريبة من قريتنا هناك في الشمال، أخبرني بأنه من ممرضي هذا القسم وأنه لم يكن في مناوبته حين تم إدخالي إليه….. وأنّ أحد أقاربي ممن شاركوه دراسة التمريض قد اتصل به ليطمأن عن حالتي، وأوصاه أن يزورني حين تُتاح له الفرصة ، وقد جاء الآن بناء على هذه التوصية… هززت رأسي ممتنا، وأبديت شكري بأوجز ما أستطيع من كلام….. بعدها أمسك الممرض اضبارتي الطبية الموجودة على منضدة بجانبي، قرأ بها لثواني ثم وبلا مقدّمات قال لي : “طبعا أنت عارف انهم بدهم يقطعوا رجلك؟”.!!!! ….. كان وقع الجمله عليّ هائلا، كأن انفجاراً أصابني لكنه تركني حياً…. لم أُجب….. الآن فهمت سبب الإضطراب الذي كان يعتري وجوه الجميع منذ لحظة إدخالي إلى هنا قادما من مستشفى آخر …. أعاد الممرض الإضبارة إلى مكانها وكأن لا شيء مما قاله يستحق التأثر…. سألني باهتمام مصطنع إن كنت أريد خدمة!… خيّل إليّ أنه يسخر مني بهذا السؤال وإن لم يكن كذلك…. رفعت رأسي وحاجبيّ نافيا… خرج عائداً من حيث أتى وقد حوّلني إلى شظايا….. كان جسدي حديث عهد بالمسكنات فلم أطلب جرعة…. بقيت صامتا منزوع الحواس… ثم شرعت أرتّل سورة الرحمن بصوت مسموع علّ الله أن ينتشلني مما أنا فيه…. لكنهم بعدها بأيام، في الساعة الواحدة ظهر يوم الأحد الأوّل من تموز أدخلني الطبيبان (ع ز) و ( ف إ) غرفة العمليات مع بقيّة الكادر الطبي، ثمّ خرجوا بعدها بأقل من ساعة يحملون قدمي في كيس بلاستيكية طالبين من أهلي التخلص منها.””

من حق عمر هذا الشاب الدمث
الخلوق الصابر أن يغضب على بتر ساقه بسبب خطأ طبي..
من حقه أن يحصل على حقه بالتعويض المعنوي والمادي ..
وعلينا كلنا أن نشاركه الغضب
فما حدث معه قد يصيبنا جميعا !!
فاغضبوا … واغضبوا
“” فقد غضب الحجر “”

مساء الخير على الطيبين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى