ما بعد موطىء القدم..

مقال الأحد 5-4-2020
ما بعد موطىء القدم
أتمنى أن تنتهي موجة النكات والرومانسيات وعدوى “الانشكاح” هذا الأسبوع أو الأسبوع القادم والتفكير بجدية وواقعية وعقل بارد بما هو قادم ، ولا أخفيكم أن حديث نفسي يدور حول هذه النقاط…
• على ما يبدو أن معركتنا طويلة ، أحد في العالم لا يستطيع أن يتنبأ بنهايتها أو في حصيلة خسائرها ، كما أحد لا يستطيع أن يتنبأ بذروة المرض أو تراجعه..هنا في الأردن كل أسبوع تنبت لنا بؤرة جديدة نلاحقها ونلاحق مخالطيها ومخالطي مخالطيها..وما أن نحصرها حتى تنبت بؤرة أخرى…مما يعني استمرارية المواجهة.
• العالم يكشّر عن أنيابه ويتوحّش في حماية نفسه ، “البلطجة” و”قطع الطريق” و”قرصنة” السفن والاستيلاء على المستلزمات الطبية صارت تمارسه الدول الكبرى..وقد سمعنا ترامب أمس يقول : لن نسمح لأحد أن يأخذ الأقنعة غيرنا “إذا أردتم أسموه انتقاما..المهم أن نحصل على الأقنعة بأي ثمن”..هذا يتوجّب أن نوجّه مصانعنا المحلية الخاصة بتصنيع “الكفوف والكمّامات والأقنعة” والمعقمات والمستلزمات الطبية وتوسيع هذه لصناعات وأدخال خطوط انتاج جديدة “لأجهزة التنفس الصناعي”..المعارك القادمة ستكون على الأدوات الطبية والمواد الغذائية…لا بد من الإكتفاء الذاتي والتفكير في التصدير أيضا.
• اذا العالم الآن “يقرصن” السفن المارة والمحمّلة بالأدوات الطبية..ماذا سيفعل غداً بالسفن المحمّلة بالقمح والمواد الغذائية؟ وعليه العودة الى الاكتفاء الذاتي المحلي من القمح والحبوب ،والاهتمام بالزراعة الغورية لأنها ستكون سلّة غذاء الأردن ومنقذه وصمّام أمانه في وقت يتصارع العالم فيه على حفنة قمح…”الندرة” قادمة لا محالة اذا ضربت اقتصاديات العالم واستمر الوباء لشهور أو سنوات.
• أتمنى أن ينصبّ تبرع المتبرّعين لوزارة الصحة على المواد الطبية والوقائية والمستلزمات وأجهزة التنفس وتجهيز المستشفيات والمستشفيات الميدانية “اذا احتجنا لا سمح الله”…طبعاً بالتوزاي مع التبرّع المالي..فالمستلزمات لن تصرف الا في مكانها الصحيح..
• تغيير النمط الاستهلاكي الفردي والجماعي والحكومي أصبح ضرورة،التقشف وتخفيض الاستهلاك والاعتماد فقط على أساسيات العيش يجب أن يكون النمط الجديد ،فالمتغير الاقتصادي والغذائي سيفرض ذلك.
• الاتكاء على الأجهزة الأمنية والجيش والفرق الطبية وحدها، سينهكها على المدى البعيد ، اذا لم تمدّ الحكومة يدها للقوى الشعبية والمتطوّعين سوف تتعب كثيراً وتكثر عثراتها وتبدأ ململة الناس منها..من الآن يجب تحضير أطباء متطوّعين ،كوادر تمريضية رديفة، ولجان شعبية تساعد في الدولة في مهامها.
• صندوق “همّة وطن” يجب الا تبقى الغاية منه تسمين الصندوق فقط..وانما احصاء المتضررين من توقف الحياة ، عمال،عمال مياومة،صنايعية،عمال قطاع خاص ودعمهم برواتب إعاشية معقولة تحفظ كرامتهم وتلبي أساسياتهم وذلك في أسرع وقت (أول صرف مع نهاية هذا الشهر)…

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى