طقوس جاري ابو اسماعيل الرمضانية!…د.ماجد توهان الزبيدي

دعوت البارحة جاري ابو اسماعيل  بواسطة ولده الأوسط فراس ليجالسني بالكونة شقتي في الطابق الثاني فني في وجه النسيم العليل البارد الذي يهب علي كأنه رذاذ بارد مخلوط بياسمين، ولتناول بعض انواع الفاكهة  الصيفية وخاصة الصنف الذي تعرفت عليه مؤخرا “دراق الكعكة “أو “كعب الغزال”(كان عندي غزال كعبه محنّى وعيونه عسليه!!شارد ياغزال ياغزال…الله يرحم طوني حنا والغزال كمان!!) لكن الولد فراس رد ان والده “مشلقح”بدشداشته على ظهره وفاتحا يديه ورجليه معا ،”يشاخر ويشهق “ولا يستطيع حراكا ،ولم يغسل يديه وفمه على الرغم من مرور ساعتين ونصف الساعة على موعد إفطار رمضان!

وأضاف الولد “الطنط” فراس :”عمّوه :ابوي يمكن يتحرك ويقوم بعد منتصف الليلة لكثرة ما أكل من المنسف والمليحية وعصير التمر هندي”!!

بدوري طلبت من زوجتي ان تهاتف ام اسماعيل للاطمئنان عن صحة بعلها – عريض المنكبين ،ومُتدلي الكرش،وساحل االسروال-وإعلامها عن جاهزيتنا لنقله لقسم الطوارىء بالمشفى الحكومي إن إرتأت ذلك!لكن التغذية المرتدة او الراجعة او “الفيد باك”-على حد تعبير أساتذة الجامعات والكليات –أزالت قلقي لما اخبرتني حرم ابو اسماعيل المصون أن بعلولتها لايقوى على ضبط يده اليمنى ولا أضراسه او معدته إذا ماشم رائحة المنسف والمليحية،وأنه لطالما نسى كرشه ونفسه ويديه وهو يغوص ويصول ويجول في طول السدر وعرضه ،وأنه كثيرا ماكان يبطح شقيقه ابو تركي ويفوز عليه بالرهان كلما تقابلا لوحدهما على منسف أيهما يصل لنقطة المنتصف أولا!!

وقد اعربت المستورة ام اسماعيل التي لاتزن أكثر من ستين كيلوغرام بملابسها في فصل الشتاء(تلبس مثلها مثل نساء المنطقة حوالي اثنتين وعشرين قطعة خوفا من البرد)مقارنة مع وزن ابي اسماعيل البالغ مائة وخمس وأربعين كيلو غرام بالشورت والفانيلا والجرابات فقط! وأنه يعاني ليليا منذ ثاني سنة من عقد قرانهما من اضطرابات حلقية وتنفسية وخشمية (انفية) ودائم التصفير الليلي كأنه حكم لمباريات  الأندية المحلية  في عاصمتنا ومحافظاتنا ،لاتقف صفارته للحظة واحدة في ضوء تحوّل المباريات لتطبيش الأقدام والسيقان وضرب الأكواع كطوشات الرعيان قبل الاستقلال !!

وأسرت ام اسماعيل لحرمنا الكتوم بتقدير” اربعة جيد”،أنها حاولت مرة في رمضان ان تهدد بعلها بعدم طبخ المنسف رحمة به وبكرشه وبجيوبه الأنفية وتكاليف غسل معدته كلما داخ وغاب عن الوحي لإنسداد كثير من شرايينه ،لكنه هدده ب “حلف يمين طالق بالثلاث عليها ان نفذت ماهددت به”!!فتراجعت المسكينة انطلاقا من اعتقادها ان “ظل زلمة ولا ظل حيطة”!،وكي لاتتشفّى بها نسوان (حريم) أشقائها :فتحية ورسمية وصبحية وسهام ورماح ورهيجة”!!

والواقع أن جارتنا الأخرى في الطابق الأرضي “أم سوسو” ،قالت لزوجتي في اول زيارة لها لنا للتعارف على غلاّية قهوة زنة نصف لتر ماء،ان ام اسماعيل ” زعلت ” مرة واحدة من زوجها ابو كرش المذكور آنفا ،واقامت لمدة أسبوعين في بيوت اشقائها ،رجعت لوحدها لبيت “مزتها”ابو اسماعيل من دون ان يبعث ورائها،والسبب الحقيقي للعودة كان “تشليخ شعرها ووجها من قبل “الحريم”الست المذكورات آنفا واللواتي تبتدىء أسمائهن ب”فتحية الرقم واحد”وتنتهي ب”رهيجة الرقم ستة”من فئة نساء غفر البادية!!

mzubidi@philadelphia.edu.jo

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى