طقس العرب يكشف الأسباب العلمية وراء كثرة الموجات الغُبارية مؤخراً

#سواليف

عاشت المملكة خلال اقل من أسبوع #عاصفة #رملية قوية و #موجة #غبارية قوية، حيث ضربت المملكة يوم السبت 24/4 عاصفة رملية قوية تولدت فوق البادية الشرقية وتحركت للمدن الرئيسية من الشمال والوسط والجنوب وعملت على شبه انعدام لمدى الرؤية وصلت الى قرابة 50 متر فقط في مطار عمان، اما الموجة الغُبارية الثانية ضربت المملكة فجر 29/4 وتولدت في البادية الجنوبية وتحركت أيضاً نحو بقية المناطق وعملت على تدني حاد في مدى الرؤية الأفقية الى قرابة 500 متر في مطار عمان، لكن ما السر وراء هذه الموجات الغُبارية ولماذا الخرائط العددية واجهت عدم وضوح في توقعها.

ما السر وراء هذه الموجات الغُبارية
#الأحوال #الجوية غير المُستقرة في المنطقة
تعيش المملكة وبلاد الشام وخاصة المناطق الشرقية منها وصولاً الى السعودية والجزيرة العربية أحوال جوية غير مُستقرة مُتمثلة بتشكل السُحب الرعدية والتي تركز تكونها فوق مناطق صحراوية، ومن المُتعارف عليه أن السُحب الرعدية في حالات عدم الاستقرار الجوي تترافق علمياً بمايعرف بالرياح الهابطة، و #الرياح #الهابطة (“downburst”) هي رياح سطحية قوية تنبعث من مصدر علوي وتضرب سطح الأرض بشكل شعاعي، وبخطوط مستقيمة في جميع الاتجاهات.وغالبا ما تكون رياح ضارة.

تصاحب ظاهرة الرياح الهابطة السُحب الركامية الرعدية لاسيما الجافة منها، وتكثر ظاهرة الرياح الهابطة في الجزيرة العربية وشرق الأردن، خصوصاً في فصل الخريف.

كيف تنشأ الرياح الهابطة؟
قبل الدخول في كيفية نشوء الرياح الهابطة لابد من الإشارة للخصائص الفيزيائية للهواء الرطب والجاف، والهواء الدافء والبارد، يعتبر الهواء البارد الجاف ثقيل الوزن وكثير الكثافة، بينما يكون الهواء الدافئ الرطب قليل الوزن والكثافة مقارنة مع الهواء البارد الجاف، حيث ان الهواء الرطب اقل وزناً من الهواء الجاف.

وهنا يُمكن الإشارة إلى ان الرياح الهابطة تنشأ بسبب اندفاع الرياح الجافة إلى الرياح الرطبة والعكس صحيح، مما يسبب تبريداً قوياً نتيجة لعملية تبخر بخار الماء لاسيما عند جفاف طبقات الغلاف الجوي السفلى وتواجد الرطوبة في طبقات الغلاف الجوي المُتوسطة والعالية أثناء تأثير السُحب الركامية.

ما يعني تكون تيارات هوائية هابطة باتجاه الأرض بسبب اختلاف حجم وكثافة الهواء البارد والساخن، وقد تبلغ سرعة الرياح الهابطة في بعض العواصف الرعدية 240 كم/ساعة.

ولهذا السبب واجهت النماذج العددية صعوبة بالغة في توقع الموجات الغُبارية الحاصلة مُؤخراً نظراً لهذه الظاهرة الجوية المُفاجئة، ولم يتم رصدها إلا عند تشكلها عبر صور الأقمار الاصطناعية.

هل الرياح الهابطة هي فقط المساهم الرئيسي لتشكل الموجات الغُبارية الأخيرة؟

الإجابة لا، فعند العودة إلى الوراء قليلاً نجد أن المناطق الجنوبية والشرقية من المملكة والبوادي واجهت نقص شديد في كميات الأمطار هذا الموسم، وبعد تفحص مؤشر رطوبة التربة نجد ان نسبة الجفاف في تربة جنوب شرق وشرق المملكة حادة للغاية، الأمر الذي يشير الى تفكك التربة وبالتالي تتضاعف فرص تشكل الموجات الغُبارية الكثيفة عند اي نشاط ملحوظ للرياح السطحية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى