#طريق #التغيير في #المؤسسات_التعليمية: تحديات وحلول
لا شك في أن جميع المؤسسات التعليمية الخاصة والحكومية، تسعى نحو تطبيق أفضل الممارسات التعليمية، ورفع كفاءة التلاميذ وتطويرهم، رافعين شعارات متعددة على رأسها مواكبة المستقبل و التطور في المجالات التقنية المختلفة و مشاريع الاستدامة والابتكار. إلا أن هذه الثورة التعليمية تحتاج إلى نظام شامل وكامل يسعى لتحليل وتقييم نقاط القوة ومجالات التحسين، ثم العمل على تطويرها وبلوغ التميز فيها. وسعياً لتحقيق هذا الهدف تظهر هناك تحديات مختلفة من شأنها أن تعيق عملية التطوير والتحسين.
من بين هذه التحديات هي “الرغبة في التغيير”، ليس من السهل أن تفرض نظاماً جديداً بين ليلة وضحاها إن لم يكن الجميع مستعداً، ويملك نفس الرؤية والهدف الذي يسعى إليه القادة في أي مؤسسة تعليمية. فالمواجهة الأولى تأتي بأن نتحدى أنفسنا أولاً! فالتغيير يتطلب محو سنوات من الممارسات الخاطئة وخلق أخرى جديدة. لذلك تبادر بعض المؤسسات إلى إعادة هيكلة شاملة وكاملة، يبنى على أثرها نظام جديد بوجوه جديدة، يتشارك فيها الجميع الهدف والرؤية والرسالة، ضمن خطة عمل متناسقة ومتناغمة.
وحتى نكون أكثر إيجابية وواقعية، فإن التغيير ممكن حتى في أحلك الظروف، وذلك يحتاج إلى قادة يملكون الوعي والتخطيط الفعال والصبر الكافي لإنشاء خطة عمل متكاملة نحو التغيير الذي تريده المؤسسة التعليمية.
وتأتي عملية التدريب والتطوير المهني في أعلى هرم هذه الخطة، فعدم رغبة العاملين بالتغيير في الغالب يكون سببه قلة الخبرة والشعور بالعجز أو الضعف. ولا بد هنا من توفير دورات تفتح الأمل أمام الجميع ليكونوا أكثر كفاءة وقدرة لمواجهة التحديات المستقبلية.
كما أن قيادة التغيير تحتاج إلى الشمولية ومشاركة الجميع بلا استثناء، فأي عملية إقصاء من شأنها خلق ثغرة تغرق جهوداً مضنية وتعكر الرؤية. فالقائد الناجح يسعى دائماً لوحدة الفريق نحو تحقيق الأهداف المشتركة ضمن رؤية وفلسفة واضحة، ليكون القائد دائماً جزءًا من الحل لا جزءًا من المشكلة.
وتعتبر المرونة والتكيف عاملان مهمان يحتاج إليه القادة والعاملون في الميدان على حدٍ سواء. فأي تغيير في الخطة التي تأتي من القائد يجب ألا تواجه بتأفف، بل هي تصحيح للمسار من خلال المحاولة والخطأ. وفي هذه الحالة يكون القائد أحوج ما يكون لوقوف ودعم الفريق له. وبما أن المرونة مطلب مهم، فإن إشراك الجميع في التعديل بناءً على المعطيات الجديدة يخلق جواً من المرونة وسعياً نحو التكيف مع التغيرات.
ولا بد لهذا التغيير أن يكلل بجو من الإيجابية، فدائماً ما نواجه أفراداً يسيرون عكس التيار، وهنا تكون المسؤولية على الجميع في وقف السلبية وتحويل المكان إلى جو تسوده الإيجابية. وأيضاً؛ على القائد أن يتحلى بالوعي الكافي لتهدئة أي صراع من شأنه أن يعكر المزاج العام، فالإيجابية هي الهدف والمطلب، من أجل دعم عملية تغيير ناجحة.
وختاماً؛ فإن المشاركة الفاعلة وتذليل العقبات وتعزيز روح الفريق الواحد، وفتح أبواب التواصل المستمر والحوارات البناءة وتقبل الحلول المبتكرة والشعور بالمسؤولية؛ كلها تؤدي دوراً محورياً في مسيرة تغيير ناجحة ومستدامة.