ارتبطت ظاهرتي #الخسوف و #الكسوف بالعديد من #الطرائف والأحداث التاريخية التي حصلت، والتي تمحور معظمها حول التأثير الخارق أو السحري لهذه الظواهر، بحسب معتقدات الشعوب قديماً، والتي سنذكر منها أمثلة في هذا المقال على سبيل الذكر لا الحصر:
فطبقاً للتراث الصيني، هناك أسطورة الفلكيين “هُو وهي” اللذين فشلا بالتنبؤ بموعد #كسوف_الشمس. فغضب منهما الامبراطور الصيني، لأنه بدون معرفة موعد الكسوف لم يقم بتحضير فرق خاصة لقرع الطبول وإطلاق الأسهم “لإخافة التنين”. ومع أن الشمس “خرجت سالمة” من هذه المحنة، فقد تم قطع رأسي “هو” و”هي” بتهمة الإهمال!
لكن بعض أحداث الكسوف والخسوف أثرت فعلاً في مجرى التاريخ. فطبقاً للمؤرخ “هيرودوتس”، فقد تنبأ الفيلسوف الإغريقي “طاليس” بكسوف حدث عام 585 قبل الميلاد. وقد تزامن ذلك الكسوف مع معركة دار رحاها بين الليديين والميديين. لكن المحاربين أوقفوا المعركة فور اختفاء الشمس، معتبرين أنها “إنذار من السماء” لإنهاء الحرب الدائرة بينهم منذ ست سنوات!
كذلك، تذكر المراجع أنه أثناء حصار مدينة القسطنطينية (اسطنبول حالياً) من قبل العثمانيين، أشرق القمر وهو في حالة خسوف يوم 22 أيار (مايو) عام 1453م، فانهارت معنويات القوات البيزنطية المدافعة عن المدينة، ثم سقطت بأيدي العثمانيين بقيادة محمد الثاني خلال ثلاثة أيام!
ويذكر توماس إدوارد لورانسThomas Edward Lawrence (المعروف بـ”لورانس العرب”) في كتاب “أعمدة الحكمة السبعة” حادثة الخسوف القمري يوم 6 تموز (يوليو) 1917م، التي ساعدته والقوات العربية المساندة له في إسقاط موقع “كثيرة” الذي كان تحت السيطرة العثمانية. حيث انشغل الجنود الأتراك بإطلاق العيارات النارية وقرع الأواني النحاسية “لإنقاذ القمر المهدّد” أثناء الخسوف، فتمكنت القوات العربية بسهولة من السيطرة على الموقع، وتم أسر العشرات من الأتراك. وقد سهلت هذه الواقعة سقوط ميناء العقبة بلا قتال!
ومن الوقائع التاريخية الطريفة الأخرى، نذكر قصة كريستوفر كولمبوس، الذي استغل معرفته المسبقة بموعد حدوث الخسوف القمري يوم 29 شباط (فبراير) عام 1504 ميلادية لإظهار “قوته السحرية”! حيث كان كولمبوس وبحارته بحاجة للتزود بالمؤن والطعام أثناء تواجدهم في جزيرة جامايكا.
إلا أن السكان الأصليين للجزيرة رفضوا بعد فترة تزويدهم بما يريدون. فقام كولمبوس بإيهامهم أن بإمكانه “إطفاء نور القمر” إن هم لم يرضخوا لطلبه. وهذا ما حصل بالفعل. فارتعب سكان الجزيرة وقاموا بتزويد كولمبس ورجاله بما يريدون! وقد دخلت مثل هذه الواقعة في مجال الأدب والرواية، ونذكر منها مثلاً قصة “مناجم الملك سليمان” للكاتب البريطاني إتش رايدر هاغادرH. Rider Haggard ، وكذلك قصة “معبد الشمس” من سلسلة “مغامرات تان تان” للكاتب البلجيكي جورج ريميGeorges Rémi (المعروف بـ “إيرجيه”Hergé ).
المصدر: رئيس الجمعية الفلكية الأردنية السابق الدكتور حنا صابات