.الألفية الأولى

[review]السبت 29-5-2010

بالأمس، وبينما كنت أقوم بعملية "أرشفة" روتينية "لخربشاتي" المنشورة في أيار ..اكتشفت من باب الصدفة ان ما نشر لي من مقالات في هذه الزاوية "سواليف" قد بلغت (الألف) مقال..

حكايتي مع سواليف بدأت "بإيميل"قصير جداً من الأستاذ مصطفى أبو لبدة عندما سألني ذات نهار تشريني مشبع بالرطوبة والحرارة الخليجية:
هل عندك استعداد للكتابة اليومية؟..تردّدت طويلاً قبل ان أجيبه، فقلمي البرّي لم يعتد ان يقلّم أظافره ويرتدي ربطة عنق ويجلس على كرسي "الواجب" ، فأنا ..على اشتباك يومي مع القصة القصيرة قراءة وكتابة ولا يستهويني كثيراً المقال، وفوق ذلك لا زال يعلق على طرف لساني طعم البارود المحبَط ، واناشيد المقاومة الحماسية كأي عربي لهج بالدعاء لبغداد في 2003، كما انني مزاجي جداً، وملول جدا، وغير ملتزم، وسريع "التملّص" من الواجبات والمواثيق، ثم إنني مغترب ؛ وكيف لمغترب مثلي أن يكتب عن هموم المواطن في بلده؟..
**
لم "افش غلّه" وقتها ، كان مكيف "الوندو" الذي يسرب ماء ساخناً وتبريداً رديئاً في منطقة الكرامة بدبي ..اكثر فصاحة منّي..حيث اجبرني على الردّ فكتبت عبارة قصيرة ايضا: لم اجرّب من قبل ،لكن سأحاول..!! بعدها ردّ ابو سامر –الله يعطيه طولة العمر – برسالة سريعة: اختر اسماً لزاويتك والنشر سيبدأ من بعد غدٍ…
لم انم يومها، ولم اعرف ماذا كتبت وقتها ..لكني عرفت شيئاَ واحداً…ان غدك الذي تنتظره لن يأتيك أبداً ..
لم أكن اعرف في الرأي ،غير سميحة خريس ومصطفى ابو لبدة..سميحة خريس ،كانت من ضمن لجنة تحكيم احدى مسابقات القصة القصيرة أثناء دراستي الجامعية وأوصت بمنحي الجائزة ألأولى، وكتبت عني فقرة صحفية تشيد بهذا "الولد الجامعي"..فحملت لها كل المحبة والامتنان منذ تاريخه- كان ذلك طبعاً قبل التحاقي بالرأي بعشر سنوات- أمّا مصطفى ابو لبدة فقد أخذني من يدي دون سابق معرفة ودون سابق توصية ودون سابق لقاء ونشر لي 10 مقالات على الصفحة الأخيرة في ملحق الشباب،كل ذلك –حسب تعبيره- من باب :"المحبّة من الله"..
**
عبد الوهاب زغيلات..صرف لي مكافآت لمدة سنتين دون ان يعرف شكلي ، وفوق ذلك عينني دون ان يراني،كما اعطاني امتيازات الكاتب ودافع عن وجهات نظري في المجالس وردّ على كل من كان يشكك بقدرتي على الاستمرار..كل هذا وأنا "مبرطع في الإمارات" ، وعندما دخلت لمكتبه أول مرّة –في إحدى الإجازات- اعتقد انني "بلّيط"..وأذكر أنه سألني عن متر البلاط"الصيني" وعندما عرّفته بنفسي .. ابتسم وطلب لي قهوة سادة..وعرض عليّ العودة والاستقرار بالرأي..فقطعت نزيف الاغتراب الى الأبد بعبارته تلك.

في الألفية الأولى (لسواليف) أسماء كثيرة لا تنسى، هاشم غرايبة الذي استنشق حورانيته في كتاباتي والذي كان يمشي أمامي ليصنع لي الطريق ،نادر الحوراني ،يوسف العبسي ، قرائي الأوائل والجدد، يوسف غيشان الذي اتصل بي في دبي وقال لي في لهجة عتب: "روّح بلا برادة"،احمد ابو خليل الذي كان كلما نصحني ذكرني انه "مثل ابوي الزغير" ،يحيى محمود ، ناصر الجعفري،ابراهيم جابر،حسني عايش،نزيه ابو نضال، خالد محادين،ابراهيم غرايبة، عماد حجاج،خالد الشقران..والكثير الكثير الكثير، والعذر المسبق لمن غاب لحظة تكثف الأسماء..

مقالات ذات صلة

في ألألفية الأولى،سواليف هذا المستطيل الهانئ حيناً كالمهد..والمرعب حينا كاللحد .. الف قصة تمرّ فيه والف غصة تقف فيه..والف فكرة تغلف بالابتسامة..والف زفرة تغلف القلق على "الصحة" وعلى الوهج وعلى الاستدامة…
فهل سيتسع العمر لألفية أخرى ؟ يا ريت..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى