دفن أبناءه وعاد إلى عمله.. علي الفيومي عامل بلدية يجسد مأساة عمال غزة

#سواليف

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لا يزال #علي_الفيومي (أبو محمد) يواصل عمله سائقا في #بلدية_غزة رغم فقدانه ثلاثة من أبنائه بسبب آلة الحرب الإسرائيلية.

استشهد ولده الأول عام 2004، بينما استشهد الثاني في أكتوبر 2023، وبعدها فقد ابنه الثالث في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، وفي كل مرة يدفن ابنا له، كان يعود لمواصلة عمله #سائق شاحنة نفايات في بلدية المحافظة.

ورغم الظروف القاسية التي يواجهها عمال النظافة من نقص المعدات وشح الموارد جراء الحصار المفروض على القطاع، يواصل عمال البلدية في غزة عملهم.

روى أبو محمد تفاصيل استشهاد فلذات كبده الثلاثة بقوله “أنا الآن فاقد 3 أولاد الله يرحمهم، وعندي ابن مصاب بحاجة لإجراء صورة (سي تي سكان) ولكن بسبب الأوضاع التي نعيشها لم نتمكن من إجرائها له”.

واستكمل الفيومي حديثه “في 17 أكتوبر، كنت في عملي المعتاد في منطقة ساحة الشوا، وتم استهداف منطقة الشعف، حينها أصابتني خنقة كبيرة، وبدأت بالتواصل مع أفراد العائلة، وبعد جهد كبير تم التقاط الارسال وتم إخباري باستشهاد أبنائي”.

وأوضح الفيومي للجزيرة مباشر “خلال تلقي خبر استشهاد أبنائي، لم أعلم إلى أين أتجه، وبدأت أتخبط، وعندما وصلت إلى مجمع الشفاء الطبي، اكتشفت أن ابني معاوية شهيد، بينما ابني الأصغر قصي في حالة صعبة جدا بسبب إصابته في الرأس”.

وأفاد أبو محمد بأنه لم يستطع مغادرة المستشفى إلا بعد دفنه معاوية، وبعدها ذهب لمواصلة عمله في البلدية “عدت للعمل حاملا مشاعر الحزن بداخلي، ولكن أمانة العمل والمسؤولية تتطلب ذلك”.

وأردف أنه فقد ابنه الثالث “صالح” بينما كان يحاول تأمين حطب للخبز لوالدته.

ومتحدثا عن عمله، قال أبو محمد “عملي واجب وطني، فنحن نقوم بإزالة الأذى عن شعبنا، في ظل تراكم النفايات وشح الآليات، لذلك هذا العمل يضعني في حالة من الراحة بسبب خدمة أبناء شعبي، خصوصا بعد انتشار الأوبئة والأمراض”.

وبمناسبة يوم العمال العالمي، قال أبو محمد “في السنوات السابقة، كان هذا اليوم إجازة لنا من العمل، ولكن بسبب الوضع الذي نعيشه، نواصل عملنا بكل صدق، رغم أننا لم نتلق أي راتب كامل منذ 6 شهور، ومع ذلك سنواصل العمل حتى آخر نفس لنا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى