طاعون الدبلي ” الموت الأسود ” .. ماذا نعرف عنه وما مستوى خطورته ؟ / تفاصيل

سواليف
قالت منظمة الصحة العالمية إنها تراقب عن كثب تطورات الطاعون “الدبلي” في الصين، مشيرة إلى أنها لا ترى هذا الطاعون خطرا حقيقيا في المرحلة الحالية، بحسب ما ذكرت سكاي نيوز عربية.

وكانت السلطات في منطقة منغوليا الداخلية الصينية قد أعلنت عن حالة تأهب قصوى، بعد الإبلاغ عن حالة طاعون دبلي مشتبه بها، يوم الأحد، وهو المرض الذي تسبب في جائحة الموت الأسود.

وبحسب وكالة أنباء شينخوا الصينية، اكتشفت الحالة في مدينة بايانور الواقعة شمال غرب بكين. وبذلك تم تنبيه السلطات المحلية عن حالة المريض يوم السبت.

وبحلول يوم الأحد، أصدرت السلطات المحلية تحذيراً من المستوى الثالث على مستوى المدينة، للوقاية من الطاعون، وهو ثاني أدنى مستوى في نظام من أربعة مستويات. وذكرت وكالة أنباء شينخوا أن التحذير سيظل قائماً حتى نهاية العام.

وفي العصور الوسطى، تسبب الموت الأسود في قتل حوالي 50 مليون شخص في أوروبا.

ويتسبب الطاعون الدبلي، وهو أحد أشكال الطاعون الثلاثة، في تورم العقد اللمفاوية، بالإضافة إلى الحمى والقشعريرة.

والطاعون هو مرض بكتيري شديد العدوى، تسببه بكتيريا تسمى يرسينيا بستيس Yersinia pestis ، وقد تؤدي إلى وباء قاتل إذا لم تتم معالجتها مبكرا.

ويرجح نشوء الطاعون في آسيا الوسطى وشرق آسيا، قبل انتقاله إلى مناطق أخرى من العالم، وقد شهد العالم ثلاثة أوبئة عالمية بالطاعون في أعوام 541 و 1347 و 1894 م.

المرض أطلق عليه اسم “الموت الأسود”، وقد كان ثاني أكبر كارثة تؤثر على أوربا خلال أواخر العصور الوسطى بعد المجاعة الكبرى، ويقدر أنه قتل ما بين ملايين البشر (ما بين 30 إلى 60 في المئة من الأوروبيين في ذلك العهد).

أنواع الطاعون

– الطاعون الدملي

الشكل الأكثر شيوعا للطاعون هو الطاعون الدملي Bubonic plague. وتتم الإصابة به عن طريق لدغات القوارض أوالبراغيث. في حالات نادرة جدا، يمكن التقاط المرض عن طريق ملامسة شخص مصاب.

يصيب الطاعون الدملي الجهاز اللمفاوي (جزء من جهاز المناعة)، مما يسبب التهابا في الغدد الليمفاوية. يمكن أن ينتقل إلى الدم (مسببا الطاعون الإنتاني Septicemic plague ) أو إلى الرئتين ( الطاعون الرئوي) Pneumonic plague

– الطاعون الإنتاني (التسممي)

عندما تدخل البكتيريا إلى مجرى الدم مباشرة وتتكاثر هناك، يعرف المرض باسم الطاعون الإنتاني أو التسميي. عند ترك المرض دون علاج، يمكن أن يؤدي كل من الطاعون الدملي والرئوي إلى طاعون إنتاني.

-الطاعون الرئوي

عندما تنتشر البكتيريا إلى الرئتين أو تصيبها أولا، يعرف عندها المرض بالطاعون الرئوي وهو الأشد فتكا بالبشر وقد يتسبب في وباء قاتل.

عندما يسعل شخص مصاب بالطاعون الرئوي فإنه يلفظ البكتيريا من رئتيه في الهواء. ويمكن للأشخاص الآخرين التقاط البكتريا من الهواء مباشرة.

الطاعون الرئوي هو الشكل الوحيد للطاعون الذي يمكن أن ينتقل من شخص لآخر.

هذا النوع سريع التطور، وفي حالة عدم تشخيصه بسرعة يودي إلى الوفاة في غضون يوم إلى ستة أيام. ونسبه الوفاة به قد تصل إلى مائة في المئة.

كيف ينتقل الطاعون؟

يرسيينيا بستيس موجودة في كثير من الحيوانات خاصة القوارض مثل الفئران والجرذان وكذلك الأرانب والسناجب وكلاب البراري. وتنتقل الجرثومة إلى البشر عن طريق لدغات البراغيث التي تغذت على حيوان مصاب. كما يمكن ان ينتشر المرض عن طريق الاتصال المباشر مع شخص او حيوان مصاب، او عن طريق اكل حيوان مصاب.

يمكن أن ينتشر الطاعون أيضا من خلال خدوش أو عضات الحيوانات المصابة، ومن النادر أن ينتشر الطاعون الدملي أو الطاعون الإنتاني من إنسان إلى آخر.

يزداد خطر الطاعون في المناطق التي تعاني من سوء الصرف الصحي والاكتظاظ وبها عدد كبير من القوارض.

حاليا يتم تم رصد ما بين ألف إلى ألفي حالة في جميع أنحاء العالم سنويا، أكثرها في أفريقيا، حسب منظمة الصحة العالمية.

أعراض الطاعون

عادة ما يصاب الأشخاص المصابون بالطاعون بأعراض تشبه الإنفلونزا بعد يومين إلى ستة أيام من الإصابة. هناك أعراض أخرى يمكن أن تساعد في التمييز بين الأشكال الثلاثة للطاعون.

أبرز أعراض الطاعون الدملي تورم الغدد اللمفاوية خصوصا في الفخذ أو الإبط أو الرقبة.

أما أبرز أعراض الطاعون الإنتاني، فهي النزيف بسائر الجسم وتحول لون الجلد إلى أسود بسبب موت الأنسجة (الغرغرينا).

وبالنسبة للطاعون الرئوي، قد تظهر أعراضه بسرعة تصل إلى يوم واحد بعد التعرض للبكتيريا. ومن أبرز هذه الأعراض صعوبة التنفس، والبلغم الدموي.

العلاج

إذا تم تشخيص الطاعون في الوقت المناسب، فإن الأشكال المختلفة للطاعون تستجيب بشكل كبير للعلاج بالمضادات الحيوية وأبرزها ستربتوميسين وكلورامفينيكول وتتراسيكلين.

يرسينيا بستيس لها القدرة على مقاومة الأدوية وهنا قد تشكل تهديدا صحيا كبيرا كما حدث في مدغشقر عام 1995.

كيف يتم تشخيص الطاعون؟

إذا اشتبه الطبيب في إصابتك بالطاعون، فإنه يعطيك مضادات حيوية قبل تأكيد التشخيص، كخطوة احترازية.

وطريقة التشخيص تعتمد على النوع.

في حالة الطاعون الدملي يتم أخذ عينة من سائل الغدد الليمفاوية المتورمة. وفي حالة الطاعون الرئوي، يتم استخراج السوائل من الشعب الهوائية بواسطة أنبوب يدخل عبر الفم أو الأنف وأسفل الحلق. أما الطاعون الإنتاني فتشخيصه يتم عبر أخذ عينة من الدم.

الوقاية

الطاعون مرض نادر ورغم أن له لقاحا، لا يوصى الخبراء بالتطعيم الروتيني، إلا لأولئك المعرضين لخطر المرض. كإجراء وقائي يتم عزل المصابين (بالطاعون الرئوي) لنحو عشرة أيام والتخلص من مقتنياتهم(عبر الحرق)، مع حصر وفحص المخالطين لهم. وفي حالة الطاعون الدملي والإنتاني تكفي المراقبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى