أمسية شعرية في محترف رمال

عمان – محمد المعايطة – شامي وحجازي تقاسما الشعر، ورتلوا ما رتلوا من سور العشق والإنسان والأرض، حملوا على أكتافهم أخيلتهم كوطن، كان الكلام ينساب كعين شعر من أرواحهم، بلا أي سدّ يفصل بين دمائهم ولهجاتهم وأعراقهم، كانوا حالمين، وكان الشعر أجملهم.
جاء ذلك في الأمسية الشعرية للشاعر الأردني علاء أبو عواد و للشاعر السعودي زكي صدير، في محترف رمال للثقافة والفنون مساء أول أمس الأحد، وعلى هامش نشاطات مهرجان مجاز للشعر العربي، وقدم لهذه الأمسية الشاعر فوزي باكير.
استهل الأمسية الصدير، بمجموعة من القصائد والتي افتتحها ببعض أعمال مجموعته «جنيات شومان»، لينتقل بعد ذلك للقراءة من مجموعته الأخرى «حانة»، الصدير الذي تميز بلعبه على الأسطورة العربية وتحديداً المحلية منها لمنطقة الحجاز، حيث رمى بالحضور بخيالات وعوالم السحرية التي تحوي على الجمال واللولو والبحر والصحراء وحكايا الجن والإنس من الموروث منطقته، وكان في ذلك تثبيت لعروبة القصيدة الحداثية باستخدام مثلوجية عربية، ومما قرأ شاعرنا الحجازي من مجموعته «الحانة» قصيدة «سلطانه»:
«لكِ..
يا سلطانة الليل
ويا عرس الفراشات، جدار القلب ممتد
لعمرين..
فهل جاوزت عمري؟
لكِ..
أشيائي و أشياؤك
في ركن خفيف الظل
أوراقي وأقلامي الأنيقات
وحبري..»
أبو عواد تناول الحب والأرض بحس شعري عال ومغاير في أعماله الشعرية، وهو المتمكن من لغته وحرفه، المتأثر في بعض مواطن نصه بلغة قرآنية، والذي قد حمل على أكتاف قصيدته همه الإنساني والوطني، والذي أثبت في هذه الأمسية قدرته على التنقل في لغته وفكره الشعري بفضاءات جديدة دوماً مع الحفاظ على بصمته وصوته في العمل الشعري، ومما قرأ ابو عواد في هذه الأمسية من قصيدة «الواحد»:
«الواحد..
من يقسمه الدهر على ألف
ويظل على الرغم من القسمة
واحد..
الواحد
من ليس يكثره الشعر
ولا ينقصه
فقدان الكون الفائض
عن حاجته..
ليظل على المطلق
واحد..»
وتناوب الشاعران على القراءة، وليقدمان ما يقدمان من الشعر والحب والخيال، دون أن يقع الإثنان في مصيدة الملل أو الضجر التي قد تطغى في العادة على بعض الأمسيات الشعرية، لما قدموه من جودة ومتعة عالية في النص الشعري، وبتناوبهما على القراءة، فكان المشهد كأنهما يتحاوران بلغة الشعر.

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى