.نظام عائلي جديد

[review]اكتشفت مؤخّراً وأنا أمزمز على كأس شاي ”بميرميه”، أن لدينا فرصة ذهبية للتعويض عن إخفاقات التجربة الحزبية في الأردن، والخروج بقوى جديدة وفاعلة في الحياة السياسية لم تولد من قبل، كما أن أمامنا فرصة ”أخت شلن” لإعادة النظر في الخريطة العشائرية وتقسيمات الأقاليم والدوائر الانتخابية والتخلّص من عقدة التمثيل التقليدية عند كل انتخابات أو تشكيل وزارة..وكل ما يتبع العمل الإداري والسياسي من مشاكل لها أول وليس لها آخر، كالواسطة والمحسوبية والجهوية وما إلى ذلك من وجع الرأس.ببساطة ما سنقوم به هو مجرد إعادة ترتيب الحياة الاجتماعية والسياسية في البلد بمنتهى السهولة واليسر. سأشرح لكم:.يقول المركز الوطني للسكري والغدد الصماء أن عدد المصابين بأمراض مزمنة يفوق (مليون وسبعمائة ألف) مصاب موزعين بين أمراض(السكر، التوتر الشرياني، اختلاط الدهون، والسمنة الزائدة).. أي أن ثلث السكان من هم فوق 25 عاماً هم أعضاء في أحد هذه الأمراض الأربعة..هذا ناهيك عن أمراض أقل شهرة مثل الربو، الديسك، الصرع، الاكتئاب، ترقق العظام، تكلّس الرقبة، الخ.سأوضح فكرتي أكثر.. لماذا لا يتم تقسيم البلد إلى أربع عائلات مرضية مشهورة وأخرى ”أقليات” حسب مركز السكري والغدد الصماء..مثلاً : عشيرة السكارنة – نسبة إلى مرض السكري- وينتمي إليها كل مرضى السكري في المملكة.. فيصبح لدينا ”سكارنة” في الطفيلة و”سكارنة” في الرمثا وفي العقبة وفي عجلون وفي عمان وفي كل مكان..ويكون بإمكان عشيرة السكارنة هذه أن تنزّل مرشحّين عنها وتوصلهم إلى قبّة البرلمان، واحتلال العديد من المناصب الرفيعة في الدولة، وبالتالي سيكون انتماء ابن السكرانة لابن السكارنة بغض النظر عن أصله وفصله.. وهنا كما تلاحظون سيلغى رابط دم ”القربى” ويظهر مكانه رابط الدم ”المرضي” وسيكون لدينا تجمع يضم كل من يعانون من هذا المرض من شتى الأصول والمنابت..بالمناسبة: أقترح أن يكون شعار هذه العشيرة :”عمر الأنسولين ما بصير مي”.التجمع الآخر هو : الضغايطة أو الضغيطات- نسبة الى مرضى الضغط – وهذا أيضا سيكون تجمعا ممتداّ في مختلف مناطق ومدن المملكة ينتسب إليه كل من يعاني من ارتفاع ضغط الدم.. كما أن بإمكانه أن تكون نداّ قويّاً لجماعة السكارنة وتنافسهم على مقاعد مجلس الأمة والمواقع المهمّة والحساسة..وربما يخدمها الحظ في سنوات مقبلة وتشكل حكومة من ”بني مضغوط”.. وشعار هذا التجمع: ”حبة تحت اللسان وبتصير زي الحصان”.وكذلك تجمع”الكليسات”- من تكلس الرقبة- وشعارها ”هلا بعظام الرقبة”..و”الدسايكة – من مرض الديسك- وشعاره : ”حنّا ينشدّ فينا الظهر”..و”الربوات” – نسبة إلى مرض الربو- وشعاره ”نفس الرجال بيحيي الرجال”.. وهكذا.من حسنات هذا النظام العائلي الجديد: أن المواطن الذي يحمل أكثر من مرض مخيّر في انتقاء التجمع الذي يرغب به، بعكس المعمول به حالياً، ومن المألوف جدّاً ان يكون لدينا شقيقان أو أكثر وكل منهم ينتمي إلى عائلة مرضية مختلفة.بقي أن أقول أن الأردنيين الذين لا ينتمون الى أي من الأمراض المزمنة المذكورة سنطلق عليهم لقب :"البدون"..ahmedalzoubi@hotmail.comأحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى