ضوابط (2 ) / أمجد شطناوي

ضوابط (2 )
موسى عليه السلام لم يؤمر بقتال فرعون بالرغم من ان فرعون أمر بقتلهم والسبب واضح وبسيط، لم يكن هنالك توازن بالعدد والعتاد وقد أمره الله سبحانه وتعالى بالخروج من مصر السؤال المطروح لماذا لم يأمره الله سبحانه بالقتال مع اختلال التوازن؟ نقول فقدرة الله تكفل ان ينتصر شخص على جيش كامل، او بلغة أخرى الله قادر ان ينصر نملة على فيل ، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد شىء آخر بتقديري وهو: الأخذ بالأسباب الكونية الهروب عند عدم القدرة التي حددها الله بضوابط نذكرها لاحقا والقتال عند القدرة بضوابط بأمر من ولي الأمر .
نعود الان الى خروج موسى عليه السلام واتباعه من مصر بامر الله و مطاردة فرعون وجيشه لهم إلى ان وصلوا إلى نقطة لا ملجأ من فرعون الا إلى الله وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنا يأمر الله موسى ان أضرب بعصاك البحر وهنا نقف إلى نقطة في غاية الاهميه لماذا أمر الله سبحانه وتعالى موسى بضرب العصا ليتحول البحر الى ارضيه صلبه مع قدرة الخالق جعل البحر صلبا دون ضرب العصا ونترك هذه النقطة للقارىء للتأمل من باب أسئلة العصف الذهني.
تم نجاة موسى عليه السلام واتباعه وهلاك فرعون وجيشه بعد ان اخذ موسى عليه السلام بالأسباب الكونيه من الدعوة بالقول اللين والصبر على الأذى مؤيدا بمعجزات من الله لم يرفع السيف بل كل سلاحه القول اللين المدعوم بالمعجزات والمنطق والحوار البناء ،ولكن فرعون طغى وفجر واستكبر
وانتقل فرعون من الأذى الكلامي والجسدي إلى الشروع بالقتل للنبي موسى وأتباعه فكان النصر بسنن غير كونية من الله سبحانه وتعالى ولا فضل لبشر في هذا النصر بل من الله سبحانه وتعالى لنبيه وأتباعه .
نختم ونقول رأينا التالي قتال الطلب للعدو بالسلاح
واجب ضمن ضوابط وبامر من ولي الأمر ضمن ضوابط محدده حددها الإسلام وليس ضمن لا ضوابط. فلو كان الأمر كذلك لأمر الله موسى بالقتال مع علمنا وايماننا الراسخ بقدرة الله على نصره حين ذلك ولكن الله أراد شىء آخر وهو الأخذ بالأسباب الكونيه ضمن ضوابط ولنا ان شاء الله عودا لهذا الموضوع في مقال آخر .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى