ضم القنصلية.. ما الذي تريده واشنطن؟ / عمر عياصرة

ضم القنصلية .. ما الذي تريده واشنطن؟

ببساطة، السفارة الاميركية في تل ابيب ولاحقا في القدس، كانت تابعة وتنسق مع وزارة الخارجية الاسرائيلية، اما القنصلية فهي من اختصاص سلطة رام الله ووزير خارجيتها.
بمعنى ان ثمة تقسيم عمل بين السفارة والقنصلية، وهناك ايضا اعتراف بالسلطة دبلوماسيا وهو اعتراف نابع من ايمان واشنطن بحل الدولتين.
ثم جاءت ادارة ترامب، واستلم الملف كوشنير، فلم يعد يذكر حل الدولتين، واكتفى بالحديث عن ترسيم حدود، ويقترب من مفهوم الحكم الذاتي محاولا انهاء منطق الدولة الفلسطينية.
قرار الغاء القنصلية، خطير ومنحاز، ويعبر عن موقف اميركي اجرائي ارادت منه التأشير على ان الدولة الوحيدة المعترف بها على ارض فلسطين التاريخية هي دولة اسرائيل.
قرار الضم يعلن بوضوح ان سياسة الامر الواقع التي يتبناها محور «نتنياهو- كوشنير – جرينبلات» تقضي بنهاية فرضية حل الدولتين، وعلى العرب التسليم بالامر، والقبول بخطط بديلة.
البعض يرى ان خطوة إلغاء القنصلية لا تخرج عن نطاق الضغط على الفلسطينيين، من اجل اعادتهم لطاولة القبول بواشنطن كوسيط ومقرر لخطة السلام المفترضة.
قد يكون الامر كذلك، لكن الحفر في اعماق الخطوة، وضمها لقرار سابق بإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، كلها تشي ان امريكا لم تعد تعترف بالفلسطينيين كأصحاب حق في دولة.
من جهة اخرى، يجب على الفلسطينيين والاردنيين تلقي الخطوة بقلق وشكيمة وبدون صدمة، ولابد من خطة واضحة في مواجهة الانحياز الاميركي السافر الذي لم نعرف له شبيهاً من قبل.
مرة اخرى وللمرة المليون، هناك في الافق خطة اميركية قد تعلن قريبا، وانا شخصيا اراهن على الطرف الفلسطيني ليحطمها تحت اقدام رفضه.
الخطة الاميركية المسماة صفقة القرن باتت واضحة المعالم، والمكتوب مبين من عنوانه، وعنوانه كان بنقل السفارة وها هو يتجذر بإلغاء القنصلية.
اردنيا، علينا ان نستعد، وعلينا مناصرة الرفض الفلسطيني والشد من أزره، فهو خط الدفاع الاول والاهم، فالسلوك الاميركي بات واضحا والانحياز سافرا، ولابد من خطة لمواجهة ذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى