“ضغوط دولية واستعجال أمريكي”.. أبو زيد يرجح إعلان وقف الحرب اليوم

#سواليف

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، #الدكتور_نضال_أبو_زيد، أن عملية “ #طوفان_الأقصى ” لم تكن عبثية، بل جاءت كرد فعل مدروس لكبح جماح #الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن حرب السابع من أكتوبر أوقفت مشروع “إسرائيل الكبرى” الذي أعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو عبر وسائل الإعلام العبرية.

وقال أبو زيد، إن مبادرة #المقاومة أربكت مخططات الحكومة اليمينية المتطرفة تجاه غزة والعالم العربي، موضحًا أن الأدبيات الصهيونية تقوم على “عدو الضرورة”، أي خلق عدو وهمي لتبرير عمليات عسكرية، وضرب مثالًا بجنوب غرب سوريا والضفة الغربية، حيث لا توجد مقاومة فعلية، ورغم ذلك فتح الاحتلال جبهات تجاه هذه المناطق.

وأشار إلى أن مخططي “السابع من أكتوبر” كانوا على دراية استخبارية بأن الاحتلال يخطط لاجتياح غزة، فبادرت المقاومة بالفعل وأفشلت حسابات الاحتلال، مؤكدًا أن مشروع “إسرائيل الكبرى”، الذي تحدث عنه نتنياهو أكثر من مرة، يعكس ذهنية صهيونية تتعامل مع الواقع بأدوات عسكرية، تقوم على ثلاث ركائز: “الضرورة، لا سلام دائم، والحرب الدائمة”.

وأوضح أن جلالة الملك عبدالله الثاني كان قد أشار إلى هذه الحالة الصهيونية في عام 2007، عندما وصف إسرائيل بأنها تفكر بعقلية “القلعة”، وهو المفهوم الذي أعاد جلالته تأكيده في مؤتمر الرياض عام 2023، حين وصف الاحتلال بأنه منغلق على نفسه، يرفض السلام والدبلوماسية، ويسعى لتكريس واقع عسكري أمني في المنطقة، يتوسع عبر مشروع “إسرائيل الكبرى” على حساب الدول العربية.

ووصف أبو زيد عملية “طوفان الأقصى” بأنها غيرت العديد من المفاهيم العسكرية، مشيرًا إلى أنها أوجدت عمقًا استراتيجيًا في غزة رغم ضيق مساحتها، من خلال العمل تحت الأرض، لافتًا إلى أن صمود المقاومة لعامين يعود لقدرتها على إعادة إنتاج نفسها بوتيرة أسرع من قدرة الاحتلال على تدميرها.

وأكد أن الاحتلال فشل في تحقيق “السيطرة الكاملة”، حيث لم يتمكن من تنفيذ ركني السيطرة العسكريين: “التثبت” و”التطهير”، موضحًا أن الاحتلال اعتمد على القصف فقط دون أن يفرض وجودًا فعليًا يلغي المقاومة.

وبشأن الجدل الدائر حول ما إذا كانت عملية “طوفان الأقصى” مغامرة غير مدروسة، أو ضرورة حتمية، قال أبو زيد إن الحروب غير التقليدية لا تُقاس بالنصر أو الهزيمة بالطريقة التقليدية، موضحًا أن الاحتلال، بجيشه النظامي، فشل في تحقيق أهدافه، فيما نجحت المقاومة، غير النظامية، في الصمود. وأضاف: “الاحتلال لم يحقق أهدافه المعلنة، حتى في ملف الرهائن، حيث لم يتمكن من تحريرهم بالقوة كما وعد، بل عاد للتفاوض”.

وتابع: “في المفاهيم العسكرية الحديثة، النصر لا يُقاس بالتدمير. تدمير غزة لا يُعد نصرًا، بل النصر الحقيقي هو كسر إرادة الخصم، وهو ما لم يتحقق لأي من الطرفين. لكن، عندما تعجز قوة كبرى مدعومة دوليًا عن كسر قوة صغيرة ومحاصرة منذ سنوات، فإن الأخيرة تكون قد نجحت”.

وأشار إلى أن استمرار المفاوضات بعد 732 يومًا من الحرب، يؤكد أن الاحتلال فشل في فرض إرادته بالقوة، وقال: “لو كان نتنياهو يعتقد بإمكانية الحسم العسكري، لما عاد لطاولة المفاوضات، خاصة مع تاكل قدرات جيشه من الداخل، مقابل تماسك المقاومة رغم فقدانها الصف الأول من قادتها”.

وفيما يتعلق بالمفاوضات الجارية في شرم الشيخ وخطة ترامب لوقف الحرب، أوضح أبو زيد أن ترامب يسعى لحسم الملف قبل العاشر من أكتوبر، وهو الموعد الذي يصادف إعلان جائزة نوبل للسلام، ما يفسر استعجال الدبلوماسية الأمريكية لإتمام الصفقة. وأضاف: “هذا قد يدفع الاحتلال لتقديم تنازلات تحت الضغط الدولي المتزايد لوقف إطلاق النار”.

مشيرا أن المقاومة باتت تعي أن ملف الأسرى لم يعد ورقة رابحة، خاصة مع تطبيق الاحتلال لـ”قانون حنبعل” الذي يسمح بالتخلص من الأسرى، لافتًا إلى أن المقاومة قد تتخلى عن هذا الملف لصالح ورقة أقوى، وهي الضغط الدولي لفرض عزلة على إسرائيل.

وأضاف: “لو فكر نتنياهو في استعادة الأسرى ومن ثم العودة إلى الحرب، فسيواجه ضغطًا دوليًا هائلًا، قد يصل إلى عزل حقيقي لإسرائيل أكثر مما هي عليه الآن”.

وختم أبو زيد بتوقع إعلان وقف إطلاق النار اليوم، وبدء إطلاق سراح أسرى الاحتلال على دفعات، مرجّحًا أن لا توافق المقاومة على تسليم الأسرى دون الإفراج عن 250 أسيرًا فلسطينيًا، وأكد أن حركة حماس لن تقبل بنزع السلاح، مشددًا على أن السلاح “من الثوابت غير القابلة للتفاوض”، وقد توافق المقاومة على “وضع السلاح” وليس “نزعه”، في مناورة لغوية للحفاظ على موقفها الاستراتيجي.

المصدر
اخبار حياة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى