ضحايا القافية

ضحايا #القافية / #يوسف_غيشان

تقول الحكاية أن واليا عربيا يهوى الكلام باستخدام أسلوب السجع، جلس وسط كبار رجال الدولة، وقد رغب الوالي بالحديث، فوجه كلامه الى قاضي القضاة الذي كان اسمه لسوء حظه؛ “فقم”. قال الوالي:

  • أيها القاضي فقم…
    ثم توقف الوالي عن الحديث لأنه لم يجد موضوعا يتحدث به لا سجعا ولا نثرا، وبعد فترة صمت نظر إلى القاضي فقم وأكمل حديثه قائلا:
  • أيها القاضي فقم ….. قد عزلناك… فقم!!
    أما فقم الأخيرة ، فهي فعل أمر يعني انه يطرده من المجلس ،لأنه معزول من المنصب .
    راح منصب القاضي نظرا لضرورات القافية ، لكن الوالي العربي الذي يعزل وينصب .. يرفع ويسقط.. يهب ويسلب، ما يزال على رأس عمله في كل مكان… لا بل أن الوالي العربي لم يعد يلتزم حتى بضرورات القافية، وصار يمارس سلطته المطلقة لغايات التسلية أو قلة الشغل أو الاحساس بالإنجاز ربما.
    هذا هو الأمر تماما حينما لا يضطر المسؤول الى تقديم تفسير ..أي تفسير أو تبرير أمام المواطنين او المجالس التي تمثلهم… فهو قادر على فعل أي شي وكل شي ، ويمارس أفعاله هذه للتمتع بقدرته المذهلة على تحريك وتحوير وتبديل كل شيء.
    وكان أن كبر القاضي (فقم) ونشأ وترعرع وتناسل، ليصير شعوبا وقبائل تمتد من الخليج الى المحيط، شعوب لا تملك حولا ولا قوة … تبقى بقافية أوتذهب بلا قافية .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى