شايفين زول الفساد ويقصون بالأثر!

شايفين زول الفساد ويقصون بالأثر!
شبلي العجارمة

يقول أفلاطون “الحاجة أم الاختراع “, ومثلما يقول المثل الشعبي “لولا جرادة ما وقع عصفور”, فهيٸة مکافحة الفساد علی ميزان أفلاطون الفقهي کانت اختراع لحاجتنا الماسة لمجابهة ومقارعة أٓفة الفساد التي استشرت في جسد الوطن حتی نخرن عظمه وقطعت أوصاله ,ولولا جرادة الانکشاف وعوامل الحت والتعرية في خاصرة الوطن لما سقط عصفور الفساد حسب المثل الشعبي .
وبما معناه لولا اعتراف المشرع بوجود فساد لما تمخض عن إقرار بمشروع قانون لمحاربة الفساد ,فقد خرجت هيٸة مکافحة الفساد منذ خمسة عشر عاماً مضت إلی حيز النور والتنفيذ ,وقد حققت في قضايا وحولت أشخاص بعدما فاحت راٸحتهم لکن بعد بوابة هيٸة الفساد تتغير کل مسارات القضايا ,وتبدأ مرحلة الترشيح والتقطير وتضييق الفضاٸح والقضايا علی أضعف حلقة في رواية القضية ,وبما معناه يتم البحث عن من لا قفا له لضربه علی بطنه مع مقايضته بعطاء جزل ينتظره لقاء خروجه من بوابة السجن ,وبعدما يتم إرضاء وإطفاء لهب سخط الشارع العام .
سمعنا عن أشخاص ذوي أرقام صعبة وعايشنا قصصهم تم إلقاء القبض عليهم متلبسين ومتورطين بالفساد حتی أنفهم وأذانهم ,لکن کما نسمع ممن عملوا في السجون أن هٶلاء يدخلون السجن بمواکب مرعبة وبرستيج رفيع ومعاملة خمس نجوم حتی أنه يتم منح هذا السجين الفاسد جناح أحد الجنرالات للإقامة حتی لا يختلط بعامة السجناء ,ويتم منحه هاتف نقال وتعرض عليه المنيو من طعام وشراب وسجاٸر حتی الأرجيلة .
وبتنا نٶمن أن الکبار کبار حتی في أصعب الظروف وأقساها ,وأن الصغار صغار حتی في أبهی صور الوطنية وأنقاها ,مفارقات لا تحتکم إلی نتاٸج ونتاٸج لا تخضع لمنطق العقل وما يکتب علی الورق الرسمي ,ومن يريد محاججتي فلدي ما يثبت صحة ادعاٸي ,فحين سجنت بسبب الکتابة عن أحد الفاسدين التقيت في مهجعي مع أحد أقارب رٸيس وزرلء أسبق,وما صدمني أنهما لا يمتان لبعضهما بقرابة بل فقط مصادفة اسم عاٸلة علی أخری ,فقد کان هذا النزيل يتمتع بنفوذ ودلاد مفرطين للغاية ,زيارات عاٸلية خاصة استثناٸية له ,ويتم تزويده بکل ما يحتاج حتی أنه ذات يوم أراد أن يرتدي ساعة تحتوي علی لون أحمر لتنسيقها مع بدلة رياضته وما هي إلا سويعات حتی جلب له أهله ساعة نفيسة من البيت ذات مواصفات خاصة بلون أحمر .
إذاً فالعدالة لا تتحقق حتی في تطبيق العقوبة ,فخيار وفقوس التي تحدث عنها وزير الإعلام البارحة هي حقيقة ماثلة خلف القضبان لا خلاف عليها ويعرفها السجناء أنفسهم .
قضايا الفساد للديناصورات إذا ما تم کشفها تصبح سيناريو يتم تأليفه علی مکث والتلاعب به من أجل دغدغة الشعب ,علما أن الفاسد إذا ما تم إحراج الدولة للقبض عليه أو لتصفيته حتی لا يأخذ أکبر من حجمه يباشر بالتهديدات بالاتصال علی إحدی فضاٸيات الفضاٸح أو إغراق الجمل بما حمل وتوريط أکبر ما يمکن من أسماء لامعة وإلا تغيير مسار القضية والبحث عن کبش مغمور لمسح السکين في رقبته وتنتهي القضية.
ولدينا قضايا فساد لا يختلف عليها شخصان ولا يبرر حدوثها أحد ,فخصخصة مٶسسات الدولة الأردنية أليست من أکبر أمهات قضايا الفساد ?, عطاءات الطرق ومنشأٓت الدولة ومباني الکثير من البلديات دون مراقبة ولا محاسبة أوليست فساد باٸن بينونة كبری ?,خط الباص السريع الذي أرهق خزينة الدولة وخنق العاصمة بکل طرقاتها أوليس فساداً أشر ?,تهميش دور وزارة التربية والتعليم وتبعيتها لبعض الأکاديميات ومصادرة شخصيتها أوليست فساد ?,إضعاف التلفزيون الأردني مقابل مٶسسات إعلامية ناشٸة أوليس فساد ما بعده فساد ?,التلکوء في إنجاز الطريق الصحراوي الذي فجع کل بيت أردني أوليس فساد علني ?,حيازة المقاعد في مجلس النواب عن طريق شراء الذمم من أجل مجد الذات أوليس فساد ممنهج ?.
کفاکم تمثيلاً واجتراراً لشعارات مکافحة الفساد,کفانا نغمات تلاعبت بأوتار قلوبنا وقطعت کل حبال أمالنا ,کفاکم تعميق مفهوم الفساد وتجذير مٶسسته الأقوی من کل المٶسسات الوطنية .
فمحاربة الفساد تبدأ من سياسة وإرادة التمکين للأيادي البيضاء والضماٸر الحية وليس باتباع سياسة ونهج التوريث والمحاصصة ,مقارعة الفساد تبدأ من منح الشعب حرية الاختيار وليس فرض المشرع والمراقب بالغصب ,مکافحة الفساد هو أن نری من باع مٶسسات الوطن يتسول علی کل إشارات الوطن وبکل محافظاته ,فمکافحة الفساد ليست مسمی لمقام وتمکين لشخص فاٸض عن حاجة الدولة ,مکافحة الفساد منصب قضاٸي صارم وليست کرسي إرضاٸي عاٸم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى