هل يختبر النظام صبر المواطن؟ / أحمد فرحان

هل يختبر النظام صبر المواطن ؟
تطرقت في عنونة هذا المقال الى ذكر النظام، ولم اذكر الحكومة، لانه لم يعد لدي اي شك ان جميع السلطات المكونة للنظام في خندق واحد في مواجهة المواطن الاردني.
السلطة التشريعية والتي من المفترض ان تكون من رحم هذا الشعب، اصبحت لا تحرك ساكنا لمصلحة المواطن، واصبحت -ان صح التعبير- في الصف الاول في مواجهة المواطن.
السلطة التنفيذية كعادتها التي تسعى لسد عجزها وفساد افرادها الى جيب المواطن البسيط، كحل مثالي لتقليل فجوة عجز الميزانية.
السلطة القضائية ومجموعة المحامين والقانونيين نراهم مقصرين في إنصاف المواطن، ولم نراهم تبنوا اي قضايا اقتصادية من شأنها مواجهة ادانة الحكومة، وبيان الثغرات القانونية والدستورية التي تستغلها الحكومة لرفع الاسعار وزيادة الرسوم والضرائب.
السلطة الرابعة، السلطة المنصفة، الاعلام المرئي والمسموع والمقروء، نراه غائب، او مُغيب عن معاناة الشعب، وظروفه الاقتصادية، نراه مبرراً لأي قرار حكومي مجحف بحق المواطن.
يبقى المواطن وحده في مواجهة السلطات التي من المفترض ان تكون مع المواطن في مواجهة ظروف الحياة القاسية.
الدول المتقدمة تتنافس سلطاتها على خدمة مواطنيها، كون الفرد هو مصدر هذه السلطات في هذه الدول الديمقراطية، ووعي المواطن هناك هو ضمان بقاء السلطات في خدمة المواطن.
في دولنا النامية التي لا تعتمد على وعي المواطنين في اختيار سلطاته الدستورية لا تعول كثيرا على رضاه لاستمرارها، لذلك يكثر فيها الفساد والواسطة والمحسوبية.
الاردن كدولة نامية تعتمد على الاساليب التقليدية لاختيار السلطات، كالاعتماد على اشخاص معينين لتبادل المناصب التي تعتمد على التعيين، لضمان ولائهم، والاعتماد على قوانين انتخاب تقليدية لفرض اشخاص يتم انتخابهم من الشعب لتعبئة السلطة التشريعة.
هنا وبعد اختيار السلطات التي لا يكون المواطن اساساً في اختيارها، ولن يكون ذو تأثير على تغيريها بشكل مباشر، فلن يكون قوة على هذه السلطات تجبرها على القيام بعملها بشكل صحيح، فتصبح سلطات همها هو حماية اعضائها ومنتسبيها، وزيادة ترواتهم غير الشرعية على حساب المواطن.
هذا النظام المكون من هذه السلطات، قد جار على المواطن في الاونة الاخيرة، فنرى الغلاء الفاحش في اسعار المواد الاساسية، ونرى غلاء المحروقات غير المبرر في ظل انخفاض سعر البترول عالميا، وكأن هذا النظام يختبر صبر الاردنيين.
النظام يعول على احوال المنطقة الملتهبة في استغلال افقار المواطن، واخراج ما تبقى من جيبه، وكأنه يكن عداءاً قديماً للمواطن.
اختبار صبر الشعوب سيقلب الطاولة رأسا على عقب، وعلى النظام الاردني ان يعي جيدا ان لا نجاح في مواجهة الشعب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى