أزمة أمومة! / مجد عدنان

أزمة أمومة!

قد يلاحظ البعض منا حدوث تغير مفاجئ في مزاجية أمهاتنا، قد تجدها عصبية بدون مبرر، تغضب بدون أي سبب منطقي، و مهما حاولت أن تجادلها أو تناقشها، سيكون نهاية الجدال بعصبيتها وهي تقول ” بطلت اعجبكم، شوفو ام غيري!”

على الرغم أنه ما من داعي لكل هذا التعنت في الأمر، ولكن أنا صراحة اجد لهن المبرر….

كل أم من الأمهات ، تمر عليها مرحله في العمر تدعى مرحلة الخوف من زوال السلطة ” تلك السلطة التي أساسا هي نابعة من حبها لأبنائها.

قد تجدها تتعارض معك في بعض القرارات، أو مثلا قد تجد رغبتها في ارتباطك أمر به بعض من البرود، رغم أنها تتمنى أن تضع صغيرك بين ذراعيها.
إلا أنها تتخبط في هذه المرحلة من الأمومة ، ما بين رغبتها في استقلاليتك، و عدم رغبتها في فقدان وجودك الدائم في حياتها.

للأم قلب مرتبط بأبنائها بشكل فطري عميق، كما هي بوصلة ربان السفينه، لا يقدر أن يترك هذه البوصلة لخوفه من فقدان الإتجاهات.

وهذا ينطبق فعليا على أمهاتنا، فهن يعتقدن بأن مرحلة الخطوبة لأحد أبنائهن، مرحلة سيبتعد بها تدريجيا ابنها او ابنتها لعالم آخر سيكون فيها منفصل فيه عن رعايتها.

وهذه الحالة قد تزداد في حالة وفاة الأب او في حالة انفصالها عن زوجها، فهي في كلتا المرحلتين تصبح ام واب في نفس التوقيت!

ومع ازدياد المسؤولية عليها
تزداد رغبتها في ان تشعر بأنها العالم الأول لأبنائها.

وحتى عندما يخطب أحد أبنائها او بناتها، فهي ستزداد عصبية وتوتر، لشعورها بأن هذا الرابط قد تعرض لهزة بدرجة قوية.
فتجدها تبدأ بتطبيق دور الحماة التي تريد أن تفرض سلطتها، لتشعر بأنها لا تزال صاحبة القرار.
وهذا كله فطري وطبيعي، فهذا كله نابع من حب كبير لأبنائها.

إلا أن الدور هنا يأتي بفعلية تطبيق الذكاء العاطفي من قبل ابنائها، بأن يتفهموا هذه المرحله، وبأن يتعاملوا مع حساسيتها المفرطة بحنان اكبر من البداية.

أزمة الامومة هذه قد تضايق الأبناء، وقد تزداد معها حدة النقاش، إذا لم يتفهم الابناء سبب هذه الازمة ، ويعملوا جاهدين على التعاطي معها بصورة صحيحة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى