مصطفى وهبي التل
صورتان معبرتان من عاصمتين عربيتين.
صورة تبين التخطيط والتنظيم في احدى هذه العواصم والصورة الاخرى تبين #الفوضى والتخلف في العاصمة الاخرى.
احدى هذه العواصم تأسست بلديتها الحديثة في بدايات القرن الماضي لكن تاريخ البشرية فيها قديم جدا وكانت يوما موقعا لاقدم التجمعات البشرية في التاريخ. اما #العاصمة الاخرى فلم تكن مؤهولة بالسكان حتى القرن الثامن عشر ولم تتأسس البلدية فيها حتى بداية الستينات في القرن الماضي.
احدى هذه العواصم احتفلت بمئوية تأسيس دولتها الحديثة هذا العام اما الاخرى فلا تزال دولة يافعة.
احدى هذه العواصم كانت تعتبر اكثر العواصم العربية نظافة وترتيبا وتنظيما لفترة طويلة من الزمن. في نفس الفترة كانت العاصمة الاخرى تتلمس طريقها ولا يقطنها الا من اضطر بحثا عن لقمة العيش.
احدى هذه العواصم ساهم اهلها واهل بلدها في بناء وتأسيس ونمو العاصمة الاخرى ودولتها.
احدى هذه الصور هي لمدينة عمان والاخرى هي لمدينة ابوظبي.
أين كانت عمان وأين اصبحت بعد سنوات من #الفساد والترهل والتخبط وعدم الإنتماء؟
اين كانت ابوظبي وأين اصبحت بعد سنوات من البناء والإنتماء والتخطيط؟
سيقفز (سحيج) ويقول اموال النفظ!
اقول (للسحيج) الإنتماء والتنظيم لا يوجد عليهما تكلفة. واموالنا، رغم شحها، كانت كافية في الماضي لجعل عمان والأردن محط أنظار العرب. هل حقا تعتقد لو كان في الأردن اموال نفظ لتغير الحال؟ هل تصدق ذلك؟ اقول (للسحيج) لو كان لدينا امول نفظ لتحولت هذه الاموال، مثل بقية اموال البلد، إلى حسابات بنوك خارجية وعقارات واستثمارات خارج الأردن لصالح البعض ولبقينا كما أصبحنا اليوم: في الحضيض.
الفرق يا (سحيج) بين الأردن وبين الامارات هو إنتماء وافتخار المسؤولين بوطنهم. دولة يتم بناءها ودولة يتم نهبها. هذا هو الفرق الشاسع بين الصورتين.
