صوت “أزيز” غامض يصدر من عمق البحر بكندا

سواليف

أعرب الصيادون في المنطقة المتجمدة الشمالية الكندية عن قلقهم حيال صوت صفير يخيف الحيوانات ويبعدها عن منطقة صيد مشهورة، ما دفع القوات المسلحة الكندية لإرسال طاقم للتحقق من أخبار أوردتها تقارير حول صوت “أزيز” غامض يأتي من أعماق البحر.

وقد انتابت مشاعر القلق الصيادين في المنطقة المتجمدة الشمالية الكندية حيال ما يشبه صوت أزيز أو صفير قالوا إنهم يسمعونه في مضيق فوري وهيكلا، وهي قناة مائية طولها 120 كم تقع شمال غربي قرية إيغلوليك التي يسكنها شعب الإينويت.

وتحدث سياسي محلي، يدعى بول كواسا، لقناة CBS، قائلاً إن الصوت يأتي من قاع البحر على ما يبدو، وإنه يخيف الحيوانات ويبعدها عن مناطق الصيد المشهورة في المياه المفتوحة المحاطة بالجليد، والتي عادة ما تعج بالثدييات البحرية. وقال السياسي: “لكن هذه المرة، وعلى الرغم من أننا في فصل الصيف، فإننا بالكاد نجد أي شيء، لذا بدأت الشكوك تساورنا”.

وتم تقديم عدة تقارير للجيش، الذي قام بدوره بإرسال طائرة استطلاع لتحري الوضع يوم الثلاثاء الماضي ضمن عملية “الوضوح” Operation Limpid، وهي برنامج مراقبة محلي صُمم لتحديد الأخطار التي تحيق بكندا أو المصالح الكندية ثم منعها أو ردعها.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الوطني آشلي ليمير: “القوات المسلحة الكندية على علم بمزاعم صدور أصوات غير معتادة من أعماق البحر في مضيق فوري وهيكلا بمنطقة نونافوت. لقد أجرى الطاقم الجوي عدة طلعات للبحث في تلك المنطقة، بما في ذلك عملية بحث سماعية لمدة ساعة ونصف الساعة، لكن دون سماع أي أصوات خارجة عن المألوف. كما لم يسجل فريق الاستطلاع أي اتصالات سواء فوق سطح البحر أو تحته”.

وأضافت: “لاحظ الفريق مجموعتيْ حيتان و6 حيوانات من فيل البحر في المنطقة المعنية. وحتى اللحظة، لا تنوي وزارة الدفاع الوطني إجراء المزيد من التحقيقات”.

افتراضات

لكن ذلك لم يوقف الناس عن تأليف نظريات عن مصدر تلك الأصوات التي يميل كثيرون إلى اعتبارها ناتجة عن صوت أجهزة السونار التي يستخدمها ناشطو منظمة السلام الأخضر أو تلك التي يستعين بها عمال المناجم.

وتستخدم شركات التنقيب أجهزة السونار لرسم خرائط دقيقة لقاع البحر عند البحث عن النفط أو الغاز. ومن المعروف أن السونار يزعج الثدييات البحرية مثل الحيتان والدلافين. لكن شركة بافنلاند آيرون للتنقيب، التي كانت تجري مسحاً بالسونار في منطقة مجاورة، أخبرت CBS بأنها لم ترسل أي معدات إلى قاع البحر خلال هذه الفترة.

ويدّعي آخرون أن منظمة السلام الأخضر تُصدر تلك الأصوات بشكل متعمّد لإخافة الحيوانات وجعلها تبتعد عن الصيادين، وهي ادعاءات تنكرها المنظمة.

وللأصوات الغامضة تأثير كبير على خيالات الأشخاص؛ ففي بداية هذا العام، تسبب صوت يشبه صوت الناي الحاد في حرمان سكان بورتلاند بولاية أوريغون من النوم. كما سمع السكان هناك أصوات صفير قبل عقود.

وفي أونتاريو، يُسمع صوت هدير منخفض يسميه السكان “همهمة ويندسور”، وقد حيّر السكان على مدار 6 سنوات، ويصفه البعض بأنه كصوت الرعد أو سماعات الستيريو التي يمكن لصوتها رج النوافذ.

ويبدو أن الصوت صادر عن جزيرة محاطة بسياج يوجد فيها مصنع للصلب. وتسببت السرية التي تحيط بذلك المصنع في تكهنات جامحة وغريبة، مثل أن الصوت صادر عن مركبة تحمل مخلوقات فضائية أو أنه ناجم عن بناء ملياردير نفقاً تحت الأرض.

ترجمة هافنغتون بوست عن الجارديان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى