صناعة السلام بالعالم العربي / وصفي الدعجة

صناعة السلام بالعالم العربي

وجود عدة دول قوية في العالم قد يساعد على تحقيق السلام بنسبة كبيرة ولكن العالم العربي محروم من السلام بسبب سوء الفهم من القوى السياسية العالمية لأشياء عديدة ولعل اهمها على الاطلاق أنهم يعتقدون أن الشعوب العربية ما هي إلا جماعات مسلحة وإرهابية وهي متخلفة حضاريا وفكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ولا يمكنهم الالتزام بالقانون اوالمواثيق الدولية وهذا طبعا شيء خاطئ وغير صحيح ولا يمكن الوثوق به .

الحكام العرب هم من يروجون لهذا الشيء لكي يبقوا في مناصبهم ومواقعهم ..فهم يعتقدون أن الأوطان العربية مجرد مزارع خاصه لهم واقطاعيات مملوكة لهم بالكامل …مما قد يؤدي إلى الاحتقان الشعبي العارم على الدول الغربية التي تدعم هذه الأنظمة القمعية والإستبدادية .

الشعوب العربية تحب السلام والتسامح وهي من افضل الشركاء العالميين بهذا المجال ..ولكن على الرغم من هذا الشيء إلا أن الحروب بالعالم العربي ما زالت مستمرة بلا توقف … والسؤال هنا لماذا لا تتدخل الدول الكبرى في العالم لوقف هذه الحروب المشتعلة في اليمن وسوريا وليبيا وغيرها من الدول العربية والتي ستنتقل عدواها الى مناطق أخرى بالعالم كنتيجة طبيعية لما خلفته هذه الحروب من نتائج سلبية في نفوس الكثيرين من الشعوب حول العالم…فقد تنتقل عدوى هذه الحروب الى تركيا وإيران ثم إلى أوروبا الغربية وروسيا والصين والهند وباكستان ..الخ .

ان صناعة السلام تحتاج بالحقيقة للإيمان الحقيقي به كعامل أساسي وحاسم في حل المشاكل والخلافات التى تحدث بين البلدان من جهة وبين الشعوب وحكامها من جهة أخرى وهذا لا يعد تدخلا بشؤون الدول الداخلية كما يتم الترويج له… وانما هو محاولة للإصلاح السياسي الغير مباشر باستخدام أدوات معينة من أجل إحلال السلام بهذه الدول قبل اشتعالها بالثورات والحروب الداخلية الطاحنة والتي قد تترك وراءها ملايين القتلى والجرحى والمعتقلين السياسيين والمشردين حول العالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى