صفقة القرن … شكراً لترامب!

صفقة القرن … شكراً لترامب!
د. مفضي المومني

اعلن ترامب صفقته بكل صلف ووقاحة وتجاهل، ولاحظوا من التسمية مصطلح صفقة يستخدم في التجارة وفلسطين لديه صفقة ومليارات وترامب معروف انه مليونير ورجل اعمال لا يعرف الا لغة الصفقات، وهو لا يعرف أن الشعوب العربية معتادة على ضنك العيش، وأنها حرة ولن تأكل ثديها، وأن فلسطين عند الصغير والكبير لا تباع بكل كنوز الدنيا، وبكل الأحوال اعتقد ان العرب يجب أن يشكروا ترامب، فقد عرى كل المتخاذلين من امتنا العربية، ولم يعد ثمة مجال لأحدهم التنظير والتخفي تحت ستار الدفاع عن قضايا الامة وحماية حمى الإسلام، القضية الثانية أنه أزال مسمار جحا بوضوحه وصراحته ووقاحته، فالقيادات التي كانت تحاول اقناعنا بأن الحكومة والقيادة الأمريكية حكومة صديقة وداعية للسلام لن تستطيع تسويق ذلك بعد الآن فالأمر واضح ومعلن، انحياز تام لأسرائيل، صفقة بين رئيس يبحث عن شعبية ورئيس وزراء معروف بإجرامه ومعرض للمحاكمة والعزل ويلعب بالقضية الفلسطينية وصفعة القرن كورقة انتخابية، ربما يعرفون أن هذه الصفقة لن تمر ، ولن تمر، وماذا يضير فلسطين حالياً؟ فلسطين محتلة وصفقة القرن تجعلها محتلة أكثر وتحاول شرعنة الإحتلال، والرفض لن يزيد السوء سوءً الشروط شروط القوي والمحتكر لكل شيء ، الفعل العربي مغيب بفضل سياسات وقيادات وضعت الأمة في الحضيض، ولكن التاريخ والقرآن والحق وفوق كل هذا مشيئة الله تقول بأن الظلم والإحتلال لن يدوم، نحن الآن كعرب في اضعف حالاتنا، لكن هذا لن يدوم والتاريخ يقول أحتلت القدس سابقا عشرات ومئات السنين وتم تحريرها، والإحتلال له 70 عام وإذا لم تحرر فلسطين في جيلنا ستحرر في أجيال لاحقة، فالخير في هذه الأمة باق إلى يوم القيامة ولنا في حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم:
” لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك”. مطلوب أن نعمل كل من مكانه وموقعة ونطور بلادنا وقوتنا، وبعدها لن يفرض عليك أحد إرادته وقد قالها وتنبأ بها الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري سنة 1929!!
فاضت جروح فلسطين مذكرة
جرحا بأندلس للآن ما التأما
يا أمة غرها الإقبالُ ناسية
أن الزمان طوى من قبلها أُمَما
سيُلحقونَ فلسطيناً بأندلس
ويعطفون عليها البيت والحرما
ويسلبونك بغداداً وجلقةً
ويتركونك لا لحماً ولا وعظما
يا أمة لخصوم ضدها احتكمت
كيف ارتضيت خصيماً ظالماً حكما
بالمدفع استشهدي إن كنت ناطقة
أو رُمت أن تسمعي من يشتكي الصمما
سلي الحوادث والتاريخَ هل عرفا
حقاً ورأيا بغير القوة احتُرما
لا تطلبي من يد الجبار مرحمة
ضعي على هامةٍ جبارةٍ قدما.
لاحظوا جميع ما ذكره الشاعر ، عام ١٩٢٩ تحقق !
ومنطق الحق والعالم أن امريكا وإسرائيل والغرب عموما لن يتفضلوا علينا بحق، الحقوق تنتزع ولا تهدى، ما أقوله الأردن سيتعرض لضغوط كبيرة لشراء مواقفه، فيجب أن لا يترك الملك وحيدا في الساحة، وعلى الجميع حكومة وشعبا الوقوف صفا واحدا، الرفض سيجعلنا تحت ضغوط تطال معيشتنا من القريب والبعيد، ويجب أن نستعد لذلك، وعلى الحكومة أن تغير مسارها الحالي، وتعمل لمصلحة الناس دون الاستقواء على حياتهم ورزقهم ومعيشتهم، وأن تنتقل للفعل الإقتصادي الذي ينمي ويطور، وأن تتوقف عن مد اليد للجيوب الفارغة والضرائب لأنها تاتي بنتائج عكسية على الإقتصاد، حمى الله امتنا العربية وفلسطين من نوايا وأفعال أشرار العالم، ولفلسطين المحتلة والقدس سنرجع يوما، ولكن بقوة الحق والإرادة وليس بعطايا من لا يملك لمن لا يستحق… .حمى الله الأردن وفلسطين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى