صرخة موظفي الجامعات الأردنية: هل من إنصاف؟

#سواليف

صرخة موظفي #الجامعات_الأردنية: هل من إنصاف؟

#محمد_عاطف_خمايسة

في قلب الجامعات الأردنية، حيث تُصاغ العقول وتُبنى الأوطان، تتعالى اليوم #صرخة_مكتومة من موظفيها، أولئك الجنود المجهولين الذين يواصلون الليل بالنهار، خدمةً لرسالة التعليم، وإيمانًا بدورهم في رفعة #الوطن. لكن ما يحزن القلب، أن هؤلاء الذين أفنوا أعمارهم بين جدران القاعات والمكاتب، يُتركون لمصير غامض تحت وطأة #قرارات_مجحفة وسياسات قاسية لا تراعي حجم تضحياتهم.

فقد كانت الطامة الأولى بإيقاف التأمين الصحي الخاص، ذلك الشريان الذي كان يمنح الموظف وأسرته شيئًا من الطمأنينة في وجه المرض والحاجة. أما اليوم، فقد أُجبروا على اللجوء إلى المستشفيات الحكومية، حيث الانتظار الطويل والإجراءات المعقدة، والتي لا تُرهقهم فقط جسديًا، بل تستنزف كذلك إجازاتهم ومغادراتهم، ليجدوا أنفسهم محاصرين بين ألم الحاجة وقسوة اللوائح.

ثم جاءت الضربة الأشد إيلامًا، حين تم إلغاء مكافأة نهاية الخدمة للموظفين الجدد، وكأن رسالة الوفاء غابت، وكأن من يهب عمره للجامعة لا يستحق لحظة تكريم عند الوداع. أي حافز يُبقي الأمل في نفوسهم إذا كان المستقبل ملبدًا بالغموض وخاليًا من الأمان؟

وفي ظل هذا الواقع القاسي، تراجعت حتى تلك المخصصات التي كان يعوّل عليها الموظفون لتعينهم على متطلبات الحياة، بعد أن تم تقليص نسبة عائدات التعليم الموازي، والتي كانت تمثل شريانًا ماليًا إضافيًا يعوّض بعضًا من غياب الزيادات التي لم يعرفوا طعمها منذ سنوات.

ورغم تقاعد الآلاف من الكوادر المؤهلة، بقيت أبواب التعيين موصدة، فتضاعفت الأعباء على من تبقى، حتى أصبح الموظف الواحد يحمل على كتفيه أعباء ثلاثة، دون كلمة شكر، ودون أي تعزيز أو دعم يُخفف عنه هذا الحمل الثقيل.

ولعل من أشد ما يوجع النفس، أن هذا الموظف المخلص، الذي يبدأ دوامه يوميًا من الثامنة صباحًا حتى الرابعة مساءً، لا يجد متسعًا من الوقت لتدبير أمور أسرته أو حتى متابعة علاج أحد أفرادها، دون أن يدفع من رصيد إجازاته أو يُخصم من مغادراته. فهل كُتب عليه أن يختار بين واجبه المهني واحتياجات أسرته؟!

إنها ليست مجرد مطالب وظيفية، بل هي صرخة إنسانية، تطالب بالكرامة، بالإنصاف، وبأبسط الحقوق التي تكفل العيش الكريم. فموظفو الجامعات ليسوا أرقامًا في كشوف الرواتب، بل هم قلب المؤسسة وروحها، بهم يستقيم البناء، وبهم ينهض الوطن.

نداؤنا إلى الحكومة الأردنية، أن تنصت لصوت هؤلاء الأوفياء، وأن تعيد النظر في تلك السياسات التي تخنق طاقاتهم وتقتل روح الانتماء فيهم. فالوطن الذي نحلم به لا يُبنى إلا بسواعد مطمئنة، وقلوبٍ مؤمنة بعدالة الدولة ورحمتها بأبنائها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى