سواليف
كشفت وثائق بريطانية سرية عن الصراعات التي كانت دائرة داخل عائلة الأسد في سوريا، بين الرئيس الراحل حافظ الأسد وشقيقه رفعت.
وتشير الوثائق الرسمية، التي رُفعت عنها السرية قبل أيام من قبل الأرشيف الوطني، إلى أن حافظ الاسد رفض في العام 1990 طلبا لشقيقه رفعت بالعودة إلى سوريا بعد أن جرده منذ العام 1984 من قوته العسكرية الأساسية (سرايا الدفاع) ونفاه إلى خارج سوريا، حيث تبعه عدد من قادة الوحدات العسكرية الموالية له.
وتشير الوثائق التي نشرتها صحيفة “الحياة” إلى أن رفعت كان يأمل بأن يعود إلى سوريا مستغلا اضطرار أخيه حافظ الأسد إلى الانفتاح على الغرب في إطار تأقلمه مع بدء انحسار نفوذ الاتحاد السوفياتي الذي كان لفترات طويلة حليفا أساسيا لنظامه.
وتشير الوثائق الى محضر اجتماع، عقد في 3 أبريل/نيسان 1990، بين رفعت الاسد والنائب البريطاني جوليان أمري، حيث يقول الأخير في ملاحظات على الاجتماع إن عودة رفعت الى سوريا ربما تخفف من تشدد “نظام البعث” في سوريا.
وقال إن رفعت أبلغه أنه في حال عودته إلى سوريا فـ”إحدى أولى خطواته ستكون الدعوة إلى حوار فوري مع إسرائيل. في تقويمه، حافظ الأسد في وضع لا يختلف كثيراً عن وضع تشاوشيسكو (رئيس رومانيا السابق) وقادة آخرين مؤيدين للسوفيات في أوروبا الشرقية وإثيوبيا. ربما يريد الانعطاف وتبني اتجاه مؤيد للغرب لكن ذلك سيكون صعبا عليه ويتطلب اقتناعا من الدول الأخرى المعنية. هو، رفعت، إذا ما سُمح له بالعودة، وفق شروطه، سيكون في وضع أفضل لإقناع دول أخرى في المنطقة بأن تحول حافظ الأسد حقيقي. حتى الآن، لا يبدو أن هناك تغييراً في هذا الاتجاه من دمشق. في ظل هذا الوضع ليس أمام رفعت من خيار سوى انتظار التطورات”.
صحيفة الحياة