إن تصريحات العقيد احتياط زئيف راز والمحامي دافيد حورك العنيفة جديرة بكل شجب. من يسعى لحماية #الديمقراطية عليه أن يجد قبل ذلك كل الوسائل التي تضعها الديمقراطية تحت التصرف. فالتهديد بالسلاح لا يردع الطرف المقابل ولا يقنع المترددين. بل يلوث الأساس القيمي الذي تعتمد عليه حركة الاحتجاج ويغذي جهاز الدعاية للحركة المناهضة للديمقراطية بالوقود.
هما تحدثا بدم قلبيهما، هكذا يشرح من يريدون الخطر لهما. لا مفر من أن نذكرهم بأن خليط الدم والقلب هو ورقة تين مثقبة. فحتى أولئك الذين هددوا حياة غالي بهرب ميارا وليئات بن آري وكذا حاكوا الفريات الشريرة، الكاذبة عن بيني غانتس ونفتالي بينيت وغيرهما، كلهم تغطوا بهذه الذريعة. راز وحورك قاتلا بشجاعة في سبيل الوطن، يضيف محبو الخير. مع كل الاحترام، فإن ماضيهما البطولي يلزمهما قبل الآخرين. هذا هو التعليم الذي تلقياه، هذا هو التعليم الذي تلقيناه. من قاتل في سبيل الوطن مسموح أن نطالبه بفهم أكبر للفرق بين #السلاح والسلاح.
لكن هذا مجرد ضجيج خلفية. يدور هنا منذ خمسة أسابيع صراع تأسيسي، تاريخي، على صورة الدولة. هكذا يراه محدثو الثورة على النظام: يريف لفين، وسمحا روتمان، وبتسلئيل سموتريتش، ومنتدى “كهيلت” وأصحاب المليارات الأمريكيون الذين هم من خلفهم وداعميهم؛ ومئات الآلاف الذين شاركوا حتى اليوم في #مظاهرات #الاحتجاج يروا أن القضاة هم الكبار. ليس هذا البند أو ذاك هو ما يقرر، بل المجموع. الطرفان يؤمنان بأنه بعد أن تقر القوانين التي ستخضع جهاز القضاء للحكومة ستتفجر السدود. ما كان لن يكون. سيتغير الواقع في غضون بضع سنوات، وكذا القيم، مرة واحدة وإلى الأبد. ومن هنا إحساس الطوارئ في الجانبين، ومن هنا رفض المساومة.
تستوجب النزاهة أن نقول إنه ليس الكل يرى العملية بتعبير على هذا القدر من الدراماتيكية. أما في الساحة السياسية فهناك من يقدر بأن صيغة ما في نهاية الطريق تنتظر يمكن للجميع التعايش معها. ثورة روتمان – لفين ستجاز بالقراءة الأولى في الكنيست، وبعد ذلك ستبدأ مفاوضات. الرئيس سيتوسط، والبلطة ستستبدل بمواد التجميل. هذه الرسالة التي تنشأ عن المقابلة التي منحها نتنياهو لشبكة “سي.ان.ان” ومن الأقوال التي قالها لبلينكن ولماكرون: سيكون الأمر على ما يرام.
حتى لو قصد #نتنياهو هذا، ومشكوك أن يكون كذلك، ليس في هذا التقدير منطق سياسي. فإقرار القانون سيكون تجسيداً لحلم حياة لفين وروتمان. ستقف من خلفهما أربع كتل في الائتلاف، كل واحدة وحسابها وحساب زعمائها. كل واحدة وناخبيها: الصهيونية الدينية، وقوة يهودية، ويهدوت هتوراة، وشاس. لن يتحكم بها نتنياهو. وبل منذ اليوم لا يتحكم. لقد وعد لفين بأن له بالتعبير الذي سمعته من مصدر سياسي، “بضع عنزات يمكن إخراجها”. هذا هو حله الوسط. بتعابير أخرى: البلطة لن تستبدل بمواد التجميل – بل ستطلى بها.
الاقتصاد لاعب مهم في هذا الصراع. الإسرائيليون، بمن فيهم أولئك الذين يجيبون في الاستطلاعات بالإيجاب على السؤال هل يؤيدون الإصلاح في جهاز القضاء، لا يولون أهمية عليا بهذا الإصلاح. الأمن الشخصي وغلاء المعيشة يقلقهما أكثر. وهم لا يفهمون العجلة، ولا يسارعون لدفع الثمن.
قبل بضعة أسابيع تحدثت مع شخصية رفيعة المستوى في صناعة التكنولوجيا العليا. كان هذا قبل أن يعلن مستحدث التكنولوجيا توم لفنه بأنه قرر إخراج ماله وعائلته من البلاد. تحدثنا عن خطوات مختلفة يمكن لجمهور المحتجين أن يتخذوها. تصور، قالت لي هذه الشخصية إن مئات آلاف الإسرائيليين سيقررون ذات يوم سحب صناديق استكمالهم. ماذا سيفعل هذا للاقتصاد؟ ماذا سيفعل هذا للتصنيف؟ تصور… لكن لا ينبغي المبالغة في الخيال. الأضرار الاقتصادية باتت هنا. في فتاوى دوائر البحوث في البنوك.
لا سبيل لإقناع لفين وروتمان بالتراجع إلى الوراء: فالانقضاض على جهاز القضاء بكل ثمن هو مهمة حياتهما. المسؤول هو من أعطاهما القوة. في الماضي عندما علقت #الحكومات في أوضاع متطرفة، كان ينهض أناس من داخل الحزب الحاكم ويقولون كفى، ملزمون بالهدوء. هكذا قامت لجان تحقيق ولجان فحص ولجان عامة في إسرائيل. ما لم يفهمه العقل فعله الزمن.
وزراء الليكود ممن يسمعون قلقهم في أحاديث خاصة يخافون من إسماع صوتهم علانية. روى لي إيهود باراك منذ وقت غير بعيد كيف أن آفي ديختر، عندما كان جندياً في وحدة هيئة الأركان، أنقذ ببطولة فائقة مقاتلين علقوا في سوريا. السياسة فعلت فعلها البشع ببطولة ديختر وباستقلالية زملائه في طاولة الحكومة. هم أدنى من العشب. لا مفر لكم من مواصلة الاحتجاج، بكل القوة. ليس هناك وقت طويل. الديمقراطية ثقيلة الأرجل، وأمامها مصممون مثلما كانوا دوماً، وساحقان أكثر من أي وقت مضى، لفين وروتمان.
بقلم: ناحوم برنياع
يديعوت أحرونوت 6/2/2023