كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية اليوم الأربعاء، أن #إسرائيل التزمت أمام الولايات المتحدة و #مصر مسبقا بتحديد #القتال في #معبر_رفح فقط والسيطرة عليه تمهيدا لتحويل إدارته إلى شركة حراسة أمنية.
وتوضح الصحيفة بناء على مصادر إسرائيلية، أنه في حديث مع الجانبين الأمريكي والمصري، قال الجانب الإسرائيلي إن هدف العملية في #رفح انتزاع سيطرة #حماس على المعبر الذي يتيح لها تهريب سلاح وجباية الضرائب.
وتوضح “هآرتس” أن مداولات تجري في الأسابيع الاخيرة مع شركة حراسة أمريكية، وتتابع: “التزمت إسرائيل لمصر وأمريكا أن تبقى العملية محدودة في شرق رفح. ستنتقل السيطرة على معبر رفح للشركة الأمريكية بعدما ينهي الجيش الإسرائيلي العملية في المكان، وإسرائيل تعهدت بعدم المساس بالبنى التحتية كي يبقى من الممكن تشغيله لاحقا. وخلال المداولات حول ذلك، قالت إن العملية في رفح تهدف لممارسة الضغط على حماس لدفع #صفقة_الأسرى والمساس برمز سلطوي للحركة، كونه شريان الحياة الخارجي الوحيد الذي يربط قطاع غزة بالعالم والذي تستخدمه حماس لتهريب السلاح وجباية ضرائب” وفق الصحيفة.
المحتجزون .. لا لرفح
وقالت “هآرتس” في افتتاحيتها اليوم، تحت عنوان “نعم للمخطوفين لا لرفح”، إن النص الذي وافقت عليه حماس ليس النص الأصلي، وبعض بنوده إشكالية، وهناك منطق بمطالب إسرائيل بتحسينه. لكن بدلا من تناول موافقة حماس وتحويلها لصفقة تستعيد كل المحتجزين كما تطالب العائلات، يفضّل نتنياهو احتلال رفح.
وتمضي الصحيفة في تحذيرها من تبعات عملية رفح: “صحيح أن أحدا لم يفاجأ بتصريح مكتب نتنياهو بأن مجلس الحرب قرّر بالإجماع مواصلة العملية في رفح من أجل ممارسة ضغط عسكري على حماس بهدف تحرير المحتجزين، وتحقيق بقية أهداف الحرب، لكن خسارة أن غانتس أيضا كرّر هذا الكذب بقوله إن العملية في رفح هي جزء من تتمة الجهود، ومن التزامنا لاستعادة المحتجزين وتغيير الواقع الأمني”.
تهديد حياة المحتجزين
ضمن تحذيراتها، توضح “هآرتس” أنه في الواقع، ورغم القتال غير المنتهي، فإن مَن يدفع ثمن هذه السياسات هم المحتجزون أنفسهم: استمرار القتال تسبب بقتل كثير منهم، ويواصل تهديد المتبقين منهم على قيد الحياة. وتؤكد أن عملية في رفح لن تدفع إلى تحريرهم، بل العكس، فهي تضر بهذه الإمكانية، ومن شأنها تعميق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة وزيادة عدد الضحايها الفلسطينيين.
وتنوه “هآرتس” إلى كشفها أن إسرائيل التزمت أمام واشنطن والقاهرة بتحديد العملية في رفح، وهذا مهم، لكن من الممنوع أن يؤدي فشل ممكن في المفاوضات حول صفقة لانتهاك الالتزام، ومفاقمة الوضع الميداني، منبهّة أن القتال في رفح يهدد أيضا العلاقات الدبلوماسية مع مصر والأردن، ومن شأنه إحباط تطبيع ممكن مع السعودية.
وتخلص الصحيفة للقول: “يدعي الأمريكيون أنه يمكن جسر الهوة بين إسرائيل حماس. والآن هناك فرصة: وفد إسرائيلي ووفد لحماس في القاهرة، وبوسعهما إحراز توافقات. هذه اللحظة لترك شعبوية بن غفير وسموتريتش وبقية أعضاء اليمين المتطرف جانبا داخل الحكومة، وإبداء قيادية واتخاذ قرارات صائبة. الطريق الوحيد لاستعادة المحتجزين هو التصرف بشجاعة، وتوقيع صفقة وإن كان ثمنها موجعا”.
تحذير من اجتياح واسع
ينضم للتحذيرات من تبعات العملية في رفح، المحلل العسكري في “هآرتس” عاموس هارئيل، الذي يقول إنها تجري في مكان بين هدفين الحرب: تفكيك قدرات حماس وتحرير المحتجزين. في سيناريو متفائل جدا، فإن الضغط العسكري الممارس الآن في رفح سيقود للمساعدة في صفقة تبادل، لكن هناك خطرا ما زال ماثلا في حال اتسعت العملية إلى حد احتلال رفح، مما يحول دون التقدم في المفاوضات.
ويرى هارئيل أن العملية في رفح جاءت محدودة فقط نتيجة الخلافات حول مدى فائدتها، وسلم الأولويات، وبالأساس معارضة واشنطن لها.
ويعتقد أيضا أن العملية تهدف إلى انتزاع رمز سلطوي مهم من حماس، وهو المعبر الوحيد لقطاع غزة مع العالم، زاعما أن مقتل الجنود الأربعة في كرم أبو سالم شجع على احتلال المعبر. ويقول إن خسائر جديدة ستحفز إسرائيل لتوسيع الاحتلال نحو المدينة لتقليص إطلاق النار على القوات المحتلة.
ويحذّر هارئيل من أن العناد الإسرائيلي على العمل في قلب منطقة مزدحمة برفح، سيعجّل نزاعا مباشرا مع إدارة بايدن، ومن شأنه إنزال الصفقة عن الأجندة وترك المحتجزين يموتون في.
أي رفح.. لماذا صفقة؟
المعلق السساسي البارز في “يديعوت أحرونوت” ناحوم بارنياع، ينبه أيضا أن عملية رفح محدودة، وتبحث عن هدف رمزي وتنطوي على مناورة مزدوجة بقوله إن إسرائيل لم تهاجم رفح بل المعبر فقط، وهناك فارق بين الحالتين. ويقول إن عملية رفح لا علاقة لها بالصفقة، فهي لم تليّن موقف حماس، ولم تعطّل المفاوضات.
ويضيف بانياع: “نتنياهو موجود موجود في كفة المقلاع: هو لا يستطيح السماح لنفسه بتأجيل الصفقة علانية، ولا يستطيع السماح لنفسه أيضا بقبولها”.
وينبّه أنه بخلاف الرسائل التي تصل الإسرائيليين في اليومين الأخيرين من الحكومة، فهناك أمران أو واقعان: الأول: الصفقة المقترحة من حماس ليست بعيدة عن النص الذي صادقت عليه إسرائيل. هناك فجوات بين الطرفين، لكنها ليست الأساس الآن. الخبر الأهم أن هناك عينية مفصلة وواضحة. هكذا يفهم العالم من واشنطن إلى غزة.
بارنياع الذي يتجاهل حقيقة أن الشيطان يكمن في التفاصيل، يشكّك مجددا بنوايا نتنياهو: السؤال ماذا تريد حماس سؤال واضح وبقي ماذا يريد نتنياهو. وثيقة وصلت صناع القرار تعالج زعم نتنياهو بأن رد حماس يغلق الباب على المفاوضات تدلل على أن هذا غير دقيق أبدا. فهناك ما يمكن التحدث حوله. والأمر الثاني المنافي لرسائل قصة رفح وفق بارنياع الذي يتحدث بلغة ساخرة، أن إسرائيل لم تهاجم رفح ولم تحتلها ولم تشكر الرب على خلاصنا في رفح. بل سيطرت على المعبر ورفعت العلم الإسرائيلية هناك. وقال قائد الكتيبة: “رفح بأيدينا” وكأنه احتل هار هبايت (الحرم القدسي الشريف). موضحا أن قرار نتنياهو ليلة الأحد الذهاب إلى رفح هو أساس مناورته التي يمتاز بها. فهو يقول للأمريكيين لم نحتل رفح، ولجمهوره اليميني يقول: “احتللنا رفح”.