سواليف
ترسو #سفينة_صافر المحملة بنحو 150,000 طن متري (1.1 مليون برميل تقريبًا) على #ساحل_اليمن وقد أكلها #الصدأ وقد تنفجر أو تتحطم في أي لحظة.
دراسة جديدة حول #خزان_صافر
وصِفَ الوضع في اليمن بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج أكثر من 24 مليون شخص – أي ما يعادل 80 في المئة من عدد السكان تقريبًا – إلى المساعدات الإنسانية. وقد يمنع التسرُّب النفطي، إذا حصل، الوصول إلى ميناء الحديدة وميناء الصليف الضروريَّيْن لوصول المساعدات والأغذية والمحروقات.
أطلقت #غرينبيس دراسة جديدة عملت عليها الوحدة العلمية في المنظمة، تشرح ان مع انعدام وجود حلّ سريع، قد يسبّب وقوع #انفجار أو تسرّب من ناقلة النفط صافر إلى واحدةٍ من أخطر #كوارث #التسربات_النفطية في التاريخ. قد تسفر هذه الحادثة عن آثار أوسع نطاقًا وأشدّ حدّةً وأطول أمدًا ممّا أشارت له المعطيات المتوفرة سابقًا.
رسو خزان صافر العائم الفائق الضخامة، وهو وحدة عائمة لتخزين وتفريغ #النفط، قبالة الساحل اليمني في البحر الأحمر، ولم يخضع للمعاينة أو الصيانة منذ العام 2015.
تسببت الحرب في اليمن بأسوأ كارثة إنسانية في العالم وشلّت عمليًا أنشطة الدولة اليومية، وجعلت من الصيانة الآمنة لخزّان صافر العائم مهمة مستحيلة بالنسبة للجهة المالكة للخزان، أي شركة صافر لعمليات الاستكشاف والإنتاج. وعُلّقت عمليات الإنتاج والتصدير المتعلقة بخزّان صافر العائم كافة، ولكن تُقدَّر كمية النفط الخام الذي ما زال على متن الخزان بنحو 150,000 طن متري (1.1 مليون برميل تقريبًا).
قد يفاقم تصدّع الهيكل الأحادي للسفينة أو انفجاره الأزمة الإنسانية في اليمن ويتسبّب بكارثة إنسانية وبيئية وبتسرُّب نفطي أضخم بأربعة أضعاف من ذلك الذي تسبّبت به ناقلة “إكسون فالديز” في ألاسكا في العام 1989. وقد يزيد ذلك الأزمة الإنسانية سوءًا بعد ويمنع الوصول إلى ميناء الحديدة وميناء الصليف الرئيسييْن والحيوييْن للمساعدات والإمدادات الغذائية، وقد يحمّل البلد بالتالي عبئًا إضافيًا بعد أن دمرته ست سنوات من النزاع.
لماذا تُعتبر المسألة مهمّة اليوم؟
تزداد يومًا بعد يوم صعوبة إزالة النفط بشكل آمن بسبب الأعطال في المعدّات. حاليًا، قد تُثقَب الناقلة – لا بل قد تنفجر – في أي لحظة، ما سيتسبّب بتسرّب النفط الذي تحمله في عرض البحر – ولهذا السبب وُصف خزّان صافر العائم بـ”القنبلة الموقوتة”.
قد يؤدي التسرُّب النفطي في البحر الأحمر إلى كارثة بيئية من شأنها القضاء على سُبُل عيش المجتمعات الساحلية الفقيرة في اليمن التي تعتمد على صيد الأسماك، كما أنها قد تضرّ بالصحة وتدمّر الشعاب المرجانية المجاورة وتتسبّب بانسداد محطات تحلية المياه التي توفّر مياه الشفة إلى ملايين الأشخاص في المنطقة وتفاقم تداعيات النزاع اليمني.
كذلك، ستطال التأثيرات البيئية الكارثية الحيوانات والشعاب المرجانية ومروج النجيل البحري في البحر الأحمر، الذي يُعد موقعًا بارزًا للتنوع البيولوجي.
وُصِفَ الوضع في اليمن بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج أكثر من 24 مليون شخص – أي ما يعادل 80 في المئة من عدد السكان تقريبًا – إلى المساعدات الإنسانية. وسيمنع التسرُّب النفطي، إذا حصل، الوصول إلى ميناء الحديدة وميناء الصليف الضروريَّيْن لوصول المساعدات والأغذية والمحروقات.
تتضرر الشعاب المرجانية محليًا بالقرب من المراكز الحضرية والصناعية، جرّاء عمليّات الطمر والتجريف وأنشطة الموانئ (الأضرار الناجمة عن المراسي والنفط وتصريف المياه العادمة)، ومياه الصرف الصحي ومصادر التلوث الأخرى (التي تتسبب بمرض المرجان في أماكن معيّنة، وسوء النمو والتوسّع، والطحالب المفرطة)، والسياحة (الأضرار الناجمة عن المراسي وأنشطة الغوص الترفيهي).
تحتوي جزيرة مكوار (السودان) على موقع تعشيش للسلاحف يضطلع بأهمية إقليمية/دولية. من بين أنواع الحوتيات الخمسة عشر المعروفة في البحر الأحمر وخليج عدن، أُدرج نوعان على قائمة الأنواع المهددة، وتعتمد خمسة على إجراءات الحفظ لتفادي إدراجها ضمن الأنواع المهددة، وتُعد خمسة من الأنواع غير معروفة بشكل كاف لتحديد حالة حفظ لها، وتُعتبر ثلاثة فقط من الأنواع غير المهددة.
يستغرق التجدد الكامل للجسم المائي في البحر الأحمر حوالى 200 عام.
من المستحيل تنظيف النفط بعد تسرّبه في البيئة، وكل ما يمكن فعله هو احتواء التسرُّب من خلال استخدام الحواجز العائمة وإزالته باستخدام الكاشطات ومضخات الشفط.
حتى لو كانت الاستجابة الكبرى ممكنة، سيبقى التعامل مع تسرُّب النفط صعبًا جدًا من دون إلحاق أضرار مادية أو كيميائية إضافية في النظام الإيكولوجي المحلي.
الإجراءات الواجب اتّخاذها
قد يتعرض 5.9 ملايين شخص في اليمن ومليون شخص في المملكة العربية السعودية لمستويات مرتفعة جدًا من التلوث، ستخلّف تأثيرات ضارة.
قد تخلّف الكارثة مخاطر صحّية كبيرة على الفئات المستضعفة، مثل البالغين والأطفال المصابين بأمراض في الرئة والبالغين الذين يعانون من أمراض في القلب وكبار السن الذين قد تتفاقم على الأرجح مشاكل القلب والرئة التي يعانون منها أصلًا. قد يؤدي تلوث الهواء الناتج من التسرُّب إلى زيادة خطر الاستشفاء بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تتراوح بين 5.8٪ و42٪ طوال مدة التسرُّب.
قد يتسبب التسرُّب النفطي في تعطيل حوالى 5,094 من آبار المياه التي توفر المياه النظيفة لـ9.0-9.9 مليون شخص من أجل الاستخدام اليومي. وقد يؤثر أيضًا في إمدادات الغذاء لـ5.7-8.4 مليون شخص وفي 93-100٪ من مصائد الأسماك اليمنية في البحر الأحمر. بالإضافة إلى ذلك، قد يلوث النفط محطات تحلية المياه الممتدة على طول الساحل إلى شمال خزان صافر، ويعطل بالتالي إمدادات المياه النظيفة للمنطقة ككل.
© خالد زياد / “أ ف ب” عبر “غيتي إميدجز”
الاقتصاد المحلي المتعثر
قد تتضرر سُبُل عيش ما يصل إلى 670,000 شخص من جرّاء التسرُّب وعمليات التنظيف اللاحقة، من خلال الأضرار اللاحقة بمصائد الأسماك والموارد البحرية والصناعات الساحلية وإغلاق المصانع والموانئ.
كذلك، فإنّ حجم الآثار الاقتصادية المحتملة التي ستخلفها الكارثة على المجتمعات المحلية هائل.
سيمنع على الأرجح التسرُّب النفطي الصيد في 50٪ من مصائد الأسماك، وستتكبد صناعة صيد الأسماك خسائر بقيمة 150 مليون دولار – أي 30 مليون دولار سنويًا على مدى خمس سنوات.
قد تتعرض سبل عيش 31,500 من صيّادي الأسماك للخطر، وقد يفقد 235,000 عامل في صناعة صيد الأسماك وظائفهم، في حين تُقدَّر الخسائر في الإنتاج الزراعي بـ4 ملايين دولار.
تشير أحدث الأرقام (أيار/مايو 2021) إلى تضرر 31,500 صياد و235,000 عامل في صناعة صيد الأسماك، فضلًا عن تضرر 3.25 مليون مزارع جرّاء فقدان المحاصيل.
إغلاق ميناء الحديدة وميناء الصليف لمدة 2.3 أشهر والتسبب في نقص في استيراد المواد الغذائية والمحروقات وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات.
حيوانات البحر الأحمر المهددة
يُعد البحر الأحمر أحد أبرز مواقع التنوّع البيولوجي في العالم ويضمّ أنواعًا متوطّنة وموائل حسّاسة مثل مروج النجيل البحري وأشجار المانغروف والشعاب المرجانية، وهو معرّض للخطر بشكل خاصّ.
يُضاف إلى ذلك أنّ البحر الأحمر شبه مغلق، ما يجعل استخراج النفط عملية معقّدة ومكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، وخصوصًا في ظلّ النزاع الدائر في اليمن.
تعمل منظمة “غرينبيس”حاليًا مع منظمات في اليمن والمنطقة لإيجاد حلّ وتقديم الدعم لإزالة النفط ومنع هذه الكارثة البيئية والإنسانية الكبرى التي قد تقع في أي وقت، إلى جانب استعدادها للاستجابة في حالة حدوث تسرّب نفطي ضخم.
نظرًا إلى السياق السياسي والنزاع الدائر في اليمن، من الضروري أن تتّخذ الأمم المتّحدة والمجتمع الدولي إجراءات لتفادي هذه الكارثة البيئية والإنسانية وإعطاء الأولوية لإيجاد حلّ سريع لقنبلة خزّان صافر العائم الموقوتة في المفاوضات.
اعتمادنا على الوقود الأحفوري يُعرِّض ملايين الأشخاص للخطر ويجب تغيير هذا الواقع الآن
يقع على عاتق الحكومات وقطاع النفط واجبٌ أخلاقيّ يُحتّم عليها اتّخاذ إجراءات طموحة والتوقّف عن تعريض مجتمعات بأكملها للخطر، علمًا أنها شديدة الضعف وتتحمّل أدنى قدر من المسؤولية لمواجهة العواقب الكارثية الناجمة عن اعتمادنا على الوقود الأحفوري المُدمِّر للمناخ.