شين سناب شات ! / خالد عياصرة

شين سناب شات !

قبل ايام تم ترفيع الدكتورة نادرة صويص، كأول طبيبة اردنية امريكية تحمل رتبة بروفيسور في الطب تخصص امراض الروماتيزم والمفاصل.

لم نسمع ان الجامعة الاردنية وهي احد طلابها قد بعثت كتاب تهنئة لها، كما لم نسمع ان وزارة التربية والتعليم ارسلت برقية شكر باعتبارها احد طلاب مدارسها سابقا، كما لم نسمع ان وزارة الصحة دعت الى تكريمها والاحتفال بها.

قبل اسابيع قام مركز ثقافي بتكريم “ فتاة مشهورة على موقع سناب شات “ لدورها في مساعدة الاطفال، ورفع اسم الاردن عاليا كما تدعي في غالبية فيديوهاتها
لا ضير من ضرب عادات وتقاليد ومفاهيم المجتمع لإثبات امتياز الأفعال، فالنشمي في نظر “ شين “ لا يكون إلا إن شابه “ فوفو “ والنشمية لا تكون إلا إن خلعت ما عليها من إخلاق وقيم وتربية، قبل إن تخلع عقلها وملابسها.

مقالات ذات صلة

أسأل القائمين على مركز زها الذي بني بيد أبناء الشعب الأردني، أيهما أولى بالتكريم“ شين، أم دكتورة بقامة نادرة صويص، ليعذرني البعض علي الجمع بين قامة علمية ترفع لها الهامات، مع مستنقع فاشل تطاطئ لها الرؤوس .

يقول البعض من حق تلكم الفتاة دستوريا ان تعتبر عن آرائها بمنتهى الحرية، نعم اتفق مع ذلك، ولا مشكل ابداً، بل ويستطيع البعض تقمص شخصيتها ومتابعتها واساليبها الطفولية لكن دون أن تتحول افعال هؤلاء الى ثيمة تحتذى يتم تعميمها وكأنها انعكاس لطبيعة الدولة وشعبها، من اجل حرف اتجاهات الرأي العام من الأساسيات الى الثانويات.

أن تكون فنانا فهذا يعني أنك تحمل رسالة انسانية حقيقية يمكن ايصالها باساليب بسيطة، مثلاً تزرو الممثلة الامريكية انجلينا جولي مخيمات اللجوء في الأردن، تلبس الأسود، ملابسها ليست فاضحة، ذات ثمن منخفض، مكياجها لا تراه صاخباً، وكأنها ترى في كل تفصيل من خطاها حداداً واستهجاناً وتعاطفاً مع اوضاع اللاجئين.

فهل يستطيع أي فرد فينا تبيان أي فن تحمله امثال تلك الفتاة وأي رسالة تحملها، لتمثل الأردن وترفع أسمه عالياً، كنشمية أردنية، وهي ليست كذلك.

في الحقيقة لم استغرب من فيديوهات هذه الطفلة، بإعتبارها الأشهر على موقع “ سناب شات “ فهي لا تختلف عن الكتاب الصحفيين الذين يدعون رسم السياسات الأمنية الأردنية، ولا تختلف عن غربان الصباح في الإذاعات التجارية، ولن تختلف عن كتاب التدخل السريع والمدفوع مسبقا المجرور لاحقاً، كما لم تختلف عمن يكرم الفنانات بإعتبارهن امهات مثاليات وصاحبات رسالة بهز الخصر.

فالرأي العام الأردني يتشكل بين اياديهم، وصوتهم يعلو فوق صوت الشعب، وبعض أبناء جلدتي يلهث وراء افعالهم واقوالهم، مع تغييب مبرمج للعقل هذا إن كان ثمة عقل يستخدم.

لكن يبقى السؤال: هل الدولة غائبة فعلياً عن تصرفاتهم أم تراها تدعمها لكونها وسيلة لإلهاء الناس و تشتيت تركيزهم عن قضايا الهم اليومي التي تمس كل البيوتات الأردنية.

اخيراً: أود أن اشكر الدكتورة نادرة صويص وتهنئتها، فبمثلها يفخر الأردن، وبمثلها نرفع الرؤوس.

لكننا ابداً لا ولن نرفعها لمن “ تخلى عن أقرب الناس اليه “ إرضاء لنزواته وسقطاته، فالمبدع من يصون كرامة بيته وبنيانه، لا الذي يهدم اساسه واعمدته.

#خالدعياصرة
kayasrh@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى