سواليف
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة استشهاد شاب فجر اليوم الجمعة، متأثرا بإصابته قبل أسابيع برصاص الاحتلال، في وقت يستعد فيه الفلسطينيون لإطلاق جمعة “عائدون رغم أنف ترامب”، ضمن مسيرات العودة المستمرة.
وقالت الوزارة إن الشاب أمجد فايز حمدونة (19 عاما)، من سكان مخيم جباليا استشهد متأثرا بجروحه التي أصيب بها برصاص الاحتلال خلال مشاركته في مسيرات العودة منتصف حزيران/ يونيو الماضي.
في سياق متصل، يستعد الفلسطينيون للمشاركة في مسيرات العودة وكسر الحصار اليوم الجمعة على حدود قطاع غزة وتحمل اسم “عائدون رغم أنف ترامب”.
وقالت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، إنّ المؤامرة الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف حقوق اللاجئين، تسعى لطمس حقوقنا المشروعة وفي مقدمتها حق العودة.
وأكدت أنّ “المسيرات لن تتوقف وستبقى مستمرة حتى تحقيق أهدافنا بالعودة إلى ديارنا”، مشددة على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الإجراءات المفروضة على غزة والالتزام التام بالاتفاقيات السابقة.
ودعت الهيئة الوطنية، أبناء الشعب الفلسطيني كافة إلى “النفير “العام” من أجل المشاركة في فعاليات اليوم، التي ستنطلق عقب صلاة العصر، في جميع مخيمات العودة الخمس المنتشرة بالقرب من الخط العازل شرقي قطاع غزة، وقالت: “ليكن زحفنا اليوم كالطوفان في كل الميادين”.
من جانبه، أكد عضو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، القيادي وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة، أن “مسيرات العودة؛ هي رافعة كفاحية لمواجهة الحصار ومواجهة مخاطر صفقة القرن، التي بدأت تدب على الأرض خطوة خطوة، انطلاقا من مدينة القدس المحتلة، واستمرارا بما جرى على يد الإدارة الأمريكية من محاولة إسقاط حق العودة”.
ثورة اللاجئين
وأوضح في حديث خاص لـ”عربي21″، أن “هذه الجمعة التي تأتي مباشرة عقب قرار واشنطن وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، كخطوة على طريق تصفية الأونروا كأحد الشواهد الحية على قضية اللاجئين”.
ونوه أبو ظريفة إلى أن “الهيئة أرادت أن تؤكد أن الشعب الفلسطيني بفئاته وأطيافه كافة، متمسك بحق العودة، وسنعود رغم أنف الإدارة الأمريكية، ورغم أنف دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي)”، مضيفا: “سندفع كل ما نملك من أجل التمسك والحفاظ على هذا الحق الفردي والجماعي، ولن نسمح بتجاوزه”.
وذكر أن “على الولايات المتحدة أن تتحمل النتائج والتداعيات التي تترتب على ثورة اللاجئ الفلسطيني في أصقاع الأرض كافة، في حال استمرارها في هذه الإجراءات واتخاذ مثل تلك القرارات”، وقال: “على واشنطن أن تتوقف عن مثل تلك السياسية، لأن شعبنا متمسك بهذا الحق”.
وشدد عضو الهيئة، على أن “حق العودة خط أحمر، وأي مس أو تطاول على هذا الحق، هو بمنزلة فتح أبواب الصراع على مصراعيها، وحينها تتحمل الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي التداعيات التي ستترتب على هذا الصراع في مناطق وجود شعبنا الفلسطيني كافة؛ في الداخل والخارج”.
ونوه إلى أن “مسيرات العودة اليوم، هي رسالة لواشنطن وتل أبيب، أن العودة حق مقدس غير قابل للمس به”، لافتا إلى أن “أشكال النضال ومساحة المشاركة اليوم وفي الجمع القادمة، ستكون الأكثر اتساعا”.
البالونات الحارقة
وكشف عضو الهيئة، أن “أدوات المقاومة السلمية التي تراجعت وتيرة استخدامها في الأيام الماضية، لفتح مجال لمحاولة التوصل لتهدئة مع الاحتلال، بناء على طلب بعض الأطراف تخفيف تلك الأدوات (الطائرات والبالونات الحارقة)، ستعود من جديد وبشكل أوسع، إضافة لأدوات وإبداعات جديدة للشباب الثائر لتجسيد فعل هذه المسيرات وزيادة مساحة فاعليتها”.
وتابع: “وذلك كي يدرك العالم أنه لا يمكن التراجع عن هذه المسيرات مهما كانت التضحيات، حتى يرفع الحصار بشكله البري والبحري والجوي، ويعيش شعبنا بحرية وكرامة بعيدا عن قيود هذا الحصار الظالم”.
ونبه أبو ظريفة إلى أن الهيئة “تبحث عن أشكال وأدوات جديدة تفضي إلى استمرار مسيرات العودة الشعبية، لهدف استراتيجي ثان؛ هو مجابهة على العدوان والحقوق الوطنية والتحديات الراهنة”.
وأدى قمع قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة بغزة، إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 171 شهيدا، والجرحى لأكثر من 18 ألف مصاب بجراح مختلفة، وفق إحصائية وصلت إلى “عربي21” نسخة عنها، صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.
عربي 21