#ليندا حمدود
(نحن خُلقنا من أجل أن نموت، من أجل أن تستخلفنا أجيال سابقة).
من أصدق المقولات التاريخية التي رددها الجزائريون على لسان شهدائهم الأحرار ، مقولة الشهيد العظيم الذي أركع فِرنسا رحمه الله ( العربي بن مهيدي).
الجزائر هي التاريخ بعدما حررت الجغرافيا.
أرض المجد سُقيت بدماء الشهداء قبل 3 قرون.
(1832) كانت الإنتفاضة ، كانت الحرب لسنوات لم يُحسب لها أحدا حتى فِرنسا اللعينة أنها ستتجاوز قرن و نصف .
حرب خاسرة على أرض مهدت التاريخ و الحضارة و الثقافة و البطولة و الزعامة لتغزو ظلما و طمعا ولكن النصر جاء بعدما سُقيت الأرض دماءا و كتب شهدائها و خلد أرشيفها التاريخي بحكاية استعمار نال ما يكفي من الذل و المهانة و الهزيمة.
يوم الشهيد يصادف الذكرى اليوم في18 من شهر فبراير تخليدا و تذكيرا ووفاءا للعهد بشهداء الإستعمار الفِرنسي على أرضنا.
خاض شهدائنا على مدى قرن و نصف معارك تاريخية بطولية ثرت قوائم الشهداء ومعالمهم أشهرهم ( البليدة 1836-معركة الثنية 1837-مقاومة زعاطشة 1849. معركة إفري البلح 1956-معركة أمايسين 1956-معركة تملوين أوزلاقن 1937 -)
من شهداء الجزائر الأحرار الأبطال ( الشيخ بوعمامة، الأمير عبد القادر، لالا فاطمة النسومر، العربي بن مهيدي، علي لابوانت، حسيبة بن بوعلي، رابح بيطاط، مصطفى بن بولعيد، ديدوش مراد، كريم بلقاسم، محمد بوضياف) و القائمة طويلة لن تنتهي.
بلاد المليون و نصف المليون شهيد ظلت تقدم شهداء من كامل ربوع الوطن بشرقه و غربه و شماله وجنوبه.
معارك و ملاحم و ثورات أشهرها تفجير الثورة التحريرية في الفاتح من نوفمبر 1954 .
الشهيد لم يبع الأرض، و لم يخن الوطن، و لم يقسم الشعب .
شهداء الجزائر ضحوا بالنفس و النفيس من أجل أن تحيا الجزائر معززة مكرمة مستقلة في كل شبر في أرضها من الحدود إلى الحدود من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.
حُطمت الأسطورة في أن تُهزم إمبراطورية فِرنسا وتخرج من الجزائر خاسرة مهزومة مذلولة .
عاش الشعب اليوم على تضحيات شهداء الأمس.
و ستمضي الرسالة الوفية من شهيد الوطن لأحياء الأمانة وصيانتها في أن تحيا الجزائر وتظل مستقلة حرة بسيادتها .