شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن

#شهر #رمضان الذي أنزل فيه #القرآن
الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات

يستقبل العالم الإسلامي شهر فضيل، شهر من أشهر الله، يكافئ عليه بكرمه وفضله، فيغفر لمن يشاء ويتجاوز عن سيئات من يشاء، شهر يكثر فيه الفضل والخير، ويزداد فيه الإحساس البشري بالبشري، فتكثر الصدقات وتخرج الزكاة، ويجتهد المسلم فيه لينال مرضاة خالقه، فيتقرب منه بالنوافل ويركز على حسن أداء الفرائض.
هذا الشهر له نكهة وطابع مميز في جميع الدول الإسلامية، على إختلاف تلك النكهات وتنوعها، ففيه تتزين البيوت بحسن أخلاق ساكنيها، وتتزين المساجد بكثرة روادها، وتتزين القلوب بصفاء صاحبيها ونقائهم، ويزداد عمل الخير، وتعمر البيوت بالذكر ويلتقي الأقارب والأصدقاء على موائد الإفطار، ويزيد اهتمام الغني بالفقير لانه يستشعر جزء من معاناته خلال هذا الشهر الكريم.
تعود موائد الرحمن والافطارات الرمضانية بعد انقطاع طويل بسبب فيروس كورونا، والذي استمر لمدة عامين، عانت منه البشرية ما عانت، وغابت الألفة والرحمة وانعدم التقارب، وفقد الناس بسببه الكثير من الأحبه والأصدقاء.
كل شيء في هذا الشهر مميز ومختلف حتى الوجبات الرئيسية تختلف والحلوى لها نصيب كبير، فتختفي أنواع اعتاد الناس عليها وتظهر أصناف رمضانية لا تؤكل تقريبا الا في هذا الشهر الفضيل.
من الجوانب السلبية التي أحب التركيز عليها، زيادة العصبية والتوتر وخصوصا قبل الإفطار بساعات قليلة حيث تنشط الأسواق، وتزداد حركة المركبات والمشاة وما يصاحب ذلك من التسرع غير المبرر والرغبة في الوصول قبل الأذان وما قد ينتج عنه من حوادث لا قدر الله.
نبارك للجميع قدوم الشهر الفضيل ونتمنى أن نكون اكثر عقلانية فإذا حكم موعد الأذان، فلا ضير من الاصطفاف وشرب الماء وقليل من التمر ومن ثم استكمال المسير حتى نصل بيوتنا بأمان وسلام.
نسأل المولى عزوجل أن يعيد علينا هذا الشهر المبارك أعواما عديدة وأزمنة مديدة ونحن إليه أقرب، ونسأله عزوجل أن يصلح حالنا لما هو خير لنا، وأن يتقبل منا الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى