شهرذاد والصورة الخامسة عشرة .. حافلة وطريق وجواز سفر / د. محمد حاج محمد

د. محمد حاج محمد
شهرذاد والصورة الخامسة عشرة
حافلة وطريق وجواز سفر

تابعت قيثارة الرواية
نسج صورة فيها
حلم، فيها البداية
وحث الخطا
لحلو النهاية.
حافلة هي ،
تختصر كل الحكاية،
لوطن تعرفه عجلاتها
وتأنس لضجيجها
المآذن والقباب
والنهر والجسر والرمال
وبحر الخليج
ورائحة الاحباب.
كانت هي للسفر تاشيرة،
وللقلوب سفيرة،
رؤوفة، حنونة،
لا تعرف مراكز للحدود
هي طير
يحمله الهواء
سحاب ينثر رذادا
تروي ورود قلوب
يضحك لها لون الخدود
تنعش روحا
أضناها الشوق
لعناق الغائب الودود.

حافلة
كانت هي جواز السفر،
الوطن في جنباتها،
وهي الغربة،
فيها مر الوداع ‘
وآمل اللقاء،
كأرض عطشى لمطر،
يروي شوقا ،
لحبيب طال غيابه ،
او كشجرة ياسمين،
يفرح عبقها لصبية،
تعرف فيها روح الحبيب،
وحلاوة النصيب.

تعرف روابي القدس
ضجيج محركها
والصبية تصفق لمرورها
لموعدها، لمرورها،
كبائع ينثر الحلوى،
او كحلم جميل،
يرقص له ويهلل،
الكبار والصبية.

مقالات ذات صلة

تهدر صاعدة نازلة
تضخ الدم في قلوب
روابي ووديان وجداول
تروي ظمىء
مسافر لوطن
ولسقف منزل كان يظله
و لأياد تنتظر لحظة العناق
وعيون انتظارها قاتل
وحبها قاتل
ودمعها قاتل.

القدس وعمان
كويت وبغداد
الشام وبيروت
زينة البلدان
تجمعهم ، تزورهم
فهم لها الصحب والخلان
وفي سكناها يسكن اللون
في راية واحدة للأوطان.
تعرفها الشمس وينيرها القمر
تداعبها نسمات الزيتون
وتضحك لها العيون….
والأنعام والفنون.
.
عرفها الوطن وعرفته،
نسيها ومانسيته،
نسي انينها وحنينها،
وصحبتها وضحكات ركابها،
ودفء محركها،
ونسي خط سيرها،
محطاتها ..و..أحلامها.
بمياه النيل
وهواء تونس العليل
ويمن ومغرب
فيه الفن والطرب
وبلد الشهداء
مثال ليس له مثيل.

تركوها رهينة
اسيرة
لحاجز اسموه ..الحدود
لجواز سفر
ينتظر تأكيد الوجود
وجود اللاوجود.

وضعوا الحدود،
فيها هموم وأحلام،
فيها حقائب وأقلام ،
فيها يقف وطن،
ينظر على وطن،
وعندها هدير الحافلة،
يقول،
حدود هي،
فرقه هي،
هي محنة المحن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى