شهادات مؤلمة عن ضحايا حريق مستشفى الحسين

سواليف

تكشفت المزيد من مآسي #حريق #مستشفى الحسين المروع في مدينة #الناصرية بالعراق، حيث قتلت النيران الضخمة 60 شخصاً في المكان المخصص لعلاج مرضى كورونا، بينما أصيب نحو 100 آخرين.

فبين ركام الدمار الذي خلّفه الحريق يوجد بقية بطانيات ملونة، وفي المكان أقرباء للضحايا يبكون ويعبرون عن غضب عارم مما حدث، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

في وحدة عزل المرضى المحترقة يقول أبو نور الشاوي، الذي فقد عدداً من أقاربه: “يأتي مريض يبحث عن العلاج وينتهي به الأمر في نعش (…) هذه جريمة لا تغتفر”.

أضاف الرجل المكلوم بينما من حوله أشخاص يحاولون العثور على أقاربهم بين الركام، ومتطوعون يساعدون في إزالة الأنقاض: “ما تعرضت له محافظة ذي قار فاجعة أليمة وموجعة، بسبب الفساد والتقصير المتعمد من قبل وزارة الصحة المسيسة والتابعة لأحزاب السلطة”.

من جانبه، قال الناشط المدني هشام السومري، الذي جاء للمساعدة: “كنا نسمع صراخهم ولكن لم نستطع القيام بالشيء الكثير (…) كنا نسمع صراخهم وهم يختنقون”.

ألقى السومري باللوم على السلطات المحلية، وطالب “بإجراء تحقيق كامل لما حدث في المستشفى وسبب الحريق”.

أما عدي الجابري، الذي فقد أربعة من أفراد أسرته، فقال “نريد أن نرسل رسالة لمن أجرم أمس بحق الناصرية وعوائلنا: ألم تكتفوا منا، إلى متى تقتلوننا وعوائلنا؟”.

تابع الجابري بغضب “لا يحترق غير مستشفى الفقراء… ماذا فعل الشعب العراقي وماذا فعل الفقير الذي يجلب مريضه هنا تحت هذا الصفيح”.

أضاف الرجل المسن “ليس لدينا حكومة، لدينا عصابة (…) مجرمون يحكمون البلد، أربعة من أبناء عمومتي قتلوا وجيراني قتلوا هنا”.

وقال محمد فاضل، الذي كان ينتظر أمام المشرحة لتسلم جثة شقيقه “لم تكن هناك استجابة سريعة للحريق، ولم يكن هناك عدد كاف من رجال الإطفاء، المرضى ماتوا حرقاً. إنها كارثة”.

من جانبه، قال عامل صحة لرويترز قبل أن يدخل المبنى المحترق، “إن الحريق حاصر كثيراً من المرضى في العنبر المخصص لمصابي كورونا، وإن رجال الإنقاذ واجهوا صعوبة في الوصول إلى هناك”.

في إحدى المشاهد المؤلمة أيضاً لما حل بالضحايا استخدمت فرق الإنقاذ رافعة ثقيلة لإزالة البقايا المتفحمة والمنصهرة من جزء من المستشفى، في حين كان أقارب الضحايا يتجمعون في مكان قريب، وفقاً لوكالة رويترز.
حريق مستشفى الحسين بالعراق أجج الغضب بالبلاد- رويترز
حريق كارثي

كان العنبر المتداعي وغير المجهز لمقاومة الحريق قد أُنشئ في نهاية عام 2020، في مجمع مستشفى الحسين في الناصرية لعلاج مرضى كوفيد، وكان يتسع لسبعين مريضاً.

نجم الحريق عن انفجار أسطوانات الأوكسجين، بحسب مصدر صحي تحدث للوكالة الفرنسية، وسرعان ما انتشر من دون أن يترك أي فرصة للمرضى أو زوارهم للنجاة.

فقد انهار سقفه المصنوع من الصفيح، وغطى جدرانه المتضعضعة السواد، وتناثرت الأغطية والملابس في كل مكان، وطمر الحطام الذي كان ما زال الدخان يتصاعد منه كرسياً متحركاً.

الحريق هو الثاني الذي يلتهم مستشفى في العراق، حيث أدى حريق اندلع في مستشفى ابن الخطيب المختص بعلاج الحالات الصعبة من كوفيد في بغداد، أبريل/نيسان، إلى مقتل 82 شخصاً وإصابة العشرات.

سادت معظم الليل حالة من الفوضى، كافح خلالها رجال الإطفاء طيلة ساعات للسيطرة على النيران، فيما هرع مئات من السكان إلى المكان، في محاولة لإجلاء المرضى المحاصرين.

فقبل أن تُخمد النيران وفيما الدخان ما زال يتصاعد من البقايا المتفحمة دخل أقارب الضحايا المفجوعون العنبر، وقد لفوا وجوهم بقمصانهم، فيما مزق آخرون ملابسهم وسط صرخات مؤلمة.

في حصيلة رسمية تضمنت أسماء ومهن الضحايا وتداولتها وسائل الإعلام المحلية أمس الثلاثاء، بدا أن معظمهم من ربات المنازل.

أثارت الحادثة غضباً كبيراً في البلاد، وتحولت الجنازات إلى مسيرات غاضبة، فيما أعلن رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، عن توقيف مسؤولين عن الحادثة، لكن ذلك لم يهدّئ من وتيرة الغضب المتزايد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى