شهادات حية: بحر من الدماء في مجزرة النصيرات – (فيديوهات)

#سواليف

«نيالك.. لاحقينك إن شاء الله».. بتلك الكلمات رثى الشاب علاء طفلة من عائلته، استُشهدت في قصف #الطيران_الحربي للاحتلال منزلهم في #مخيم_النصيرات، إذ شوهد الشاب العشريني يمشي وسط الركام، حاملًا الطفلة جثة هامدة، ويهمس في أذنها، بإيمان وصبرٍ شديدين: «ما بنزعل منك ولا حاجة، بالعكس هنيالك، لحقينك إن شاء الله.. والله ربنا اصطفاكِ اصطفاء. عسى الله أن يصطفينا مثلما اصطفاك».

80 شهيدا في أقل من ساعة

وارتقى أكثر من 80 شهيدًا إثر #غارات شنها طيران الاحتلال على مناطق شتى في قطاع #غزة، خاصة مخيم النصيرات ومدينة دير البلح ومخيمي البريج والمغازي، وسط القطاع، ففي المناطق الثلاث الأخيرة وحدها سقط 70 شهيدا وأكثر من 300 جريح، تم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى، بحسب إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامي الحكومي.

أطلق الطيران الحربي للاحتلال أحزمة نارية، خلفت دمارًا كبيرًا في مناطق مختلفة، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على مدار الساعة

وأطلق الطيران الحربي للاحتلال أحزمة نارية، خلفت دمارًا كبيرًا في المناطق سالفة الذكر، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على مدار الساعة، طال المناطق الشرقية وشمال مخيم النصيرات، واستهدفت بعض الغارات مناطق في عمق المخيمات، من بينها قصف استهدف محيط مستشفى العودة في النصيرات.

بكاء هستيري

ودخلت سيدة فلسطينية في نوبة هستيرية من البكاء بعدما قصف طيران الاحتلال منزلها في مخيم النصيرات، واستُشهد أفراد من أسرتها، وأخذت تصرخ: إحنا مرابطين في غزة. ماذا يريد الاحتلال منا. بدهم يقتلونا كلنا. كلنا فداء فلسطين.

وأضافت خلال حديثها لـ«القدس العربي» أن المنطقة التي تسكنها انقلبت فجأة إلى ساحة حرب حقيقية، والطيران من الجو يقصف بشدة، والبوارج الحربية تطلق النار على المناطق الشرقية للبريج والمغازي وعلى منطقة شارع العشرين في مخيم النصيرات أيضًا، حيث دارت معارك ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغلة هناك.

وكان محمد الترك، 35 عامًا، النازح إلى مخيم النصيرات، شاهد عيان على عمليات الدمار التي أحدثتها غارات الاحتلال، بالإضافة إلى حالة الخوف والقلق في صفوف النازحين، الذين وصل غالبيتهم إلى وسط المحافظة الوسطى للقطاع، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، قادمين من مدينة رفح، التي شهدت توغلًا بريًا كبيرًا.

موجات نزوح جديدة

«الترك» أشار خلال حديثه لـ«القدس العربي» إلى موجات نزوح من مخيم البريج، خاصة من سكان المنطقة الشرقية، وأيضًا لجوء الكثير من النازحين إلى مغادرة مراكز الإيواء في تلك المناطق، فيما عمل آخرون على فك خيامهم والتوجه إلى مناطق تقع غرب المنطقة الوسطى للإقامة هناك، مع العلم أن تلك المناطق شهدت بعض الهجمات.

ورُصدت قوافل من المواطنين النازحين ومن ضمنهم أطفال، وهم يحملون بعض أمتعتهم، ويغادرون مخيم البريج إلى مناطق أخرى في عمق مخيم النصيرات المجاور، في حين سار آخرون برفقة عربات تجرها الحمير، وهي تقل بعضا من مقتنيات منازلهم، وقد بدا الحزن والخوف على وجوه الجميع.

مجزرة سوق النصيرات

يقول عبد الهادي جبر إن المشاهد التي وصلت إلى المستشفى من مجزرة سوق مخيم النصيرات مروعة جدًا. مضيفًا لـ«القدس العربي» خلال حديثه: «قصفوا سوقًا مزدحمًا دون أن ترمش لهم عين!».

وأكد «الأوضاع كارثية جدًا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، القصف لم يتوقف منذ ساعة، قذائف مدفعية سقطت بشكل مباشر في السوق».

ونُقل الشهداء والمصابون في قصف النصيرات إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، المتكدس على آخره بالمرضى والجرحى، لدرجة أن الطواقم الطبية بالمستشفى اضطرت إلى تنظيمهم على الأرصفة والممرات داخل قسم الاستقبال والطوارئ، بسبب امتلاء معظم الأسرة بالمرضى والجرحى.

أسامة الكحلوت صحافي من دير البلح وصف الحدث «يوم أسود على منطقة الوسطى، قصف وتدمير ومسح مربعات سكنية».

وبين لـ«القدس العربي» خلال حديثه أن منطقة الوسطى شهدت حركة نزوح من الشرق إلى الغرب وهروب من شمال الوسطى إلى الجنوب، كما أن ساحة مستشفى الأقصى شهدت الكثير من البكاء والصراخ والوداع لحظة تشييع الشهداء.

ويقدم مستشفى شهداء الأقصى الموجود في المحافظة الوسطى لقطاع غزة الخدمة الطبية لأكثر من مليون نسمة، بعد نزوح أعدادٍ كبيرة من المواطنين من محافظة رفح وشتى محافظات القطاع إلى المحافظة الوسطى، بحسب خليل الدقران، المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى.

الدقران أرجع سبب نزوح أعدادٍ كبيرة من المواطنين إلى المحافظة الوسطى، إلى إعلان جيش الاحتلال أن تلك المنطقة آمنة: «حقيقة لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة».

وأوضح خلال حديثه لـ«القدس العربي» أن المستشفى استقبل، في أقل من ساعة، أكثر من 60 شهيدًا وأكثر من 100 مصاب، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من المرضى خاصة بين النازحين الذين أصيبوا بالأوبئة والأمراض.

المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى أشار إلى افتقار المشفى الواقع في دير البلح إلى المستلزمات الطبية خاصة بعد أن سيطر جيش الاحتلال على معبر رفح، ومنع وصول المساعدات الطبية والإغاثية إلى المستشفيات، بالإضافة إلى حظر سفر المصابين والمرضى من مستشفيات قطاع غزة للعلاج بالخارج.

وزاد قصف الاحتلال لمخيم النصيرات والمنطقة الوسطى من معاناة مستشفى شهداء الأقصى، حيث لم تجد الطواقم الطبية مفرًا من رص ضحايا الاستهداف على الأرض، فشوهد طفل غارق في دمائه بعد أن تلقى الإسعافات الأولية، وأطباء وممرضون يحاولون إفاقة الجرحى، مدهم بما يلزم من إسعافات.

وافترشت امرأة مصابة في «مجزرة النصيرات» أرضية قسم الاستقبال والطوارئ، بعد أن علق الأطباء لها محلولًا طبيًا، وأخذت تبكي وتصرخ: «عندي 3 أولاد صغار. بدي أربي أولادي.. حرام بيكفي حرب. كل مرة ربنا يلطف والله ربنا كريم. والله حرام».

جرحى على الأرض

متحدث مستشفى شهداء الأقصى أكد أنهم يستقبلون الجرحى على الأرض، لعدم وجود أسرة كافية في قسم الاستقبال والطوارئ لاستقبال حالات جديدة، موضحًا أن أعداد المصابين والمراجعين كبيرة جدًا تفوق القدرة السريرية بثلاثة أضعاف، كما أن ثلاجات الموتى أصبحت لا تتسع لمزيد من الشهداء.

وأشار إلى شُح الأدوية والمستهلكات الطبية، محذرًا من كارثة صحية «حقيقية» في جميع مستشفيات قطاع غزة إذا استمر الإغلاق والحصار، ومنع جيش الاحتلال المساعدات الطبية من الوصول إلى المستشفيات.

ووفقًا لشهود عيان، ما زالت طواقم الإنقاذ والإسعاف تبحث عن المفقودين من ضحايا مجزرة النصيرات وسط قطاع غزة حتى كتابة هذه السطور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى