#شمس_الحرية ستشرق على #فلسطين رغم #غطرسة #الصهيونية العالمية
كتب م. #علي_أبوصعيليك
بشاعة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة تزداد كل ساعة، حيث يتم تدمير بيوت المدنيين على رؤوس ساكنيها دون إنذار إخلاء مسبق من أجل الضغط على السكان للخروج من غزة نحو سيناء كما تخطط الصهيونية العالمية، وهذا الإجرام يتم في وضح النهار وعلى رؤوس الأشهاد وسط صمت دولي مخزِ مطبق يكتفي بتصريحات على استحياء دون أي ردة فعل على أرض الواقع، بل إن وسائل الإعلام الغربية تشارك في الحرب على الفلسطينيين من خلال تزوير الحقائق كما حصل من محطة ال CNN وصحيفة التايمز البريطانية.
تصريحات معسكر الاحتلال بكافة مكوناته تصريحات عنصرية فاشية لا تفرق بين مدني ومقاوم والغاية عندهم تبرر وسيلتهم القذرة في تنفيذ مخططاتهم وبشاعة جرائمهم فاقت حدود الوصف، وأصبحنا ننتظر تسارع الأحداث لكي تصبح حرب إقليمية بدخول حزب الله في الحرب وهو أصبح قاب قوسين أو أدنى، إلا إذا أتت تصريحات السياسية بثمارها حيث بدأ الضغط يزداد على الاحتلال ومن خلفه أمريكا.
بدأت حرب التصريحات تتطور في الحرب غير العادلة، وما صدر عن وزير خارجية إيران قد يتطور على الأرض حيث يمكن أن نشهد في الأيام القادمة تغييراً في التفاصيل بحيث تتطور هذه الحرب لأنها تؤثر بنتائجها على جميع بلدان المنطقة، حيث إن توغل سرطان الصهيونية وانتصاره في الحرب فيه خطورة شديدة على الجميع وأولها دول التطبيع.
المقاومة الفلسطينية هي آخر القلاع التي تمنع انتشار سرطان الصهيونية في جسد المنطقة وترك المقاومة وحدها في هذه الحرب لن يكون قراراً حكيما من الدول العربية خصوصاً دول التطبيع، حيث إن جميع المؤشرات تؤكد أنها حرب طويلة الأمد لها تداعيت إقليمية مؤثرة على جميع دول المنطقة وخصوصا دول الجوار لفلسطين حيث إن تهجير الفلسطينيين سيكون له عواقب كبيرة.
معركة “طوفان الأقصى” هي معركة الحق والباطل، وما قتل الأطفال والنساء وهدم البيوت إلا جزء من أيديولوجية الاحتلال الباطل لأرض فلسطين، ولأن نتائج السابع من أكتوبر لم يواجهها منذ نشأته، فإن بطش قواته بلغ منتهاه ليس لقتل الإنسان فحسب، بل ولقتل الروح المعنوية عند الجميع، الجميع بلا استثناء، وبالتالي التفرد بما يريد لاحقا، ولكن نحن مؤمنون بأنها ليست غابة حيوانات قوانينها يفرضها القوي وينصاع لها الضعيف، بدليل ما فعلته المقاومة في السابع من أكتوبر من نصر عسكري لا يمكن توقعه من النواحي العسكرية من تنظيم محاصر منذ عقدين تقريبا في مواجهة كل قوى الشر في الأرض، ولكن إيماننا بوجود رب الكون يؤكد لنا بأنه يوم من أيام الله تعالى في الأرض الذي بقدرته ينتصر الحق على الباطل بغض النظر عن العدد والعتاد وفي التاريخ العديد من الشواهد على ذلك.
وبالعودة لقراءة تصريحات وزير خارجية إيران، فهي أول تصريحات فيها تهديد عسكري للاحتلال لتوسيع نطاق الحرب ليشمل الجبهة الشمالية على الأقل حيث يتمركز حزب الله وقد تؤتِ هذه التصريحات بالحد الأدنى من قيمتها من حيث التأثير على الكيان الصهيوني الذي رد مباشرة بأن ليس له مصلحة في الحرب على الجبهة الشمالية وهي تصريحات قد تكون حقيقتها عكس ظاهرها تماما، فحزب الله عدو حقيقي للكيان المحتل وللاحتلال مصلحة استراتيجية في القضاء على وجوده واستغلال هذا التأييد الغربي غير المسبوق في دعم غطرسة وإجرام الاحتلال.
والتصريحات ليست منفصلة عن الواقع في أرض المعركة كما تؤكد المؤشرات ويمكن قراءة حديث الرئيس المصري في لقائه مع بلينكن على نفس اتجاه تصريحات الوزير الإيراني مع اختلاف درجة اللغة الدبلوماسية بين التصريحين، وتطور الأحداث هو نتيجة حتمية لسوء إدارة أمريكا للموقف حيث أطلق يدي صنيعتها إسرائيل في قتل الأطفال والنساء كوسيلة ضغط بعد فشلها في مواجهة مقاتلي المقاومة.
لم يوهب الكيان الصهيوني الحياة للفلسطينيين لكي يسلبها منهم كما يحدث على الملأ، ولن يستسلم الفلسطيني المدافع عن وطنه منذ خمسة وسبعين عاماً، وقد تنتهي هذه الحرب بنصر للمقاومة أو حتى الخسارة لا قدر الله، ولكن لن تكون نهاية الحرب إلا بشيء واحد هو دحر الاحتلال، فالأجيال الفلسطينية تزداد شراسة وما فعله رجال المقاومة لم نكن نتصور حدوثه قبل عشرين عاماً.
كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com