شقائق النعمان … / سليم محمد البدور

شقائق النعمان …
على التراب ما يستحق الوفاء…وعلى الدروب المسكونة بصوت الأمهات اللواتي يسألن عن الأبناء الذين تخلفوا عن موعد الإفطار مايستحق الوفاء…ووطن بملامح الرجال السمر من شمس السماء ليلبوا موعدهم مع البطولة لأجل الكرامة والبطولة والحياة مايستحق الوفاء .

أتفكرُ حين اكتب لكم وعنكم هل هنالك كلمات تكون بحجم نرجسية شهداء الأرض،وأبناء الوطن المشترك،وحماة الديار .
أنتم حتما شقائق النعمان اطهر ما حدث على الارض من تمازج اِنمازَ بدمكم، وآخر حروف سقطت منكم،ليت التراب يثرثر بآخر الوصايا،ويصبر الأباء بتلقيهم الموت ورؤوسهم مرفوعة ،والبسمة على الشفاه ،والأكف متشبثة بالسلاح،حتى موتهم القطعي لم يجعلهم يتخلون عن شرف الدفاع المقدس.
على هذه الارض ما يستحق الفخر،والكبرياء هو أنتم ومن سبقكم ،ومن على خطاكم وضع قدماه.

الحروف عالقة في الحناجر،والأمهات على التلال،والأباء يروون آخر حكاية لكم في المضافات بين الرجال،واطفالكم يتزينون بكتب التاريخ الذي لم ينس أن يذكركم بين ثناياه في وحدة بطولة الرجال،وأنا أبتكرُ إسما أن قبوركم شقائق النعمان.

ليس عجيبا على الحلبة السياسية الذين ابتكروا فصل الربيع العربي،أن تكونوا شقائق النعمان،وأن يكون لكم فصل في كتاب،وأن نُدمِنَ صوركم كلما سرنا على الدروب آمنين.

مقالات ذات صلة

ابطالنا الخالدين في الذاكرة،وإرهابهم الذي اقتنص فلذات الأكباد،اتركوا موتكم الراقد بين حدودكم لا تقودوه نحونا؛حتى جيشنا اسميناه جيش العروبة ونذرناه للتصدي لكل عدو .

أية انسانية تلك وأي ايمان ذاك الذي تفشى بقلوبكم لتستهدفوا صائما،قبيح حقدكم الذي جعلكم تغفلون عن عدوكم وقاتلكم …

أم أنكم اصبحتم عاشقي دماء،وساخطين على وطن يعرف معنى المواطنة والإنتماء ؟!
ليتكم فتحم أي ديوان شعري ستعرفون العشق الممتد بين الأردن والأردني،وستلمحون ملامح معشوقة بعيون من اقتنصتم بإرهابكم هي الأردن ، يسهرون على عتباتها لتنام مطمئنة العين والقلب،ليتكم لمحتم دموع الرجال والاطفال والنساء لعرفتم المطر الساقط في حضرة الفقد وفي مواسم الغياب..
وداعا،نلوح على استحياء منكم، لعجزنا عن حبس حزننا، وسط زغاريد الأمهات،ولمأدبة الأفطار التي فقدت بدلتك العسكرية فالأطباق على حالها وكأن الغروب لم يحن بعد .
وداعا لكل شهيد مات لأجل وطن …
ولعن الله كل من نعب بالخراب والقتل والدمار…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أبدعت أستاذ سليم في رسم صورة الشهداء …سلمت يمينك ، دام حرفك.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى