شعوب لا تفرّقها الطبايخ / يوسف غيشان
قبل أن تضرب الكورونا جهاز الشم عند الإنسان قرأت عن علم جديد يسمى(أروماثيربي)، ويختص في دراسة تأثير الروائح على الجسد البشري. باختصار قسّم علماء الأروماثيربي الروائح الى ثلاثة أقسام:
– روائح تشعر الإنسان بالإمتلاء والشبع.
– روائح تعالج الإكتئاب ويحسّن المزاج.
– روائح تساعد الجسم في التخلص من السموم.
لنركز على النوع الأول من الروائح، تخيلوا أن نملأ خزانات من هذه الروائح الخاصة بالشبع ونرشها، بواسطة الطائرات، في جميع أنحاء وطننا العربي الكبير، حيث نحصل فورا على نتائج مذهلة، ونتحول الى نوع من الكائنات الأسطورية التي تحدث عنها هوميروس في (الإلياذة والأوديسة)، وسمّاها (الأستونات) وهي كائنات لا تحتاج الى الطعام على الإطلاق. فنحقق حلم المطربة سميرة توفيق التي غنّت قبل عقود:
لا بوكل ولا بشرب
بس أتطلع بعيوني
بالليل يا عيني بالليل
تخيلوا أن يشبع المواطن العربي تماما، حيث يتخلى الغني عن الأكل ولا يحتاج الفقير إليه، إلا لمجرد التسلية أو التغيير، فنتخلص فورا من أمراض القلب والشرايين وكافة أمراض وأعراض التخمة والجوع معا، فنتحول الى شعب أرشق من الجنادب، وهو شعب نظيف لا ينتج الفضلات، فتصبح المدن والشوارع أنظف، وتتحول المجاري الى أماكن جميلة يلعب فيها الأطفال لعبة (الإستغماية).
يتوقف الطعام عن تفريقنا وتقسيمنا، فلا هذا شعب المناسف، ولا ذاك شعب المسخن والملوخية، ولا تلك شعوب المندي والكبسة، ولا أولئك شعوب الكسكسي،ناهيك عن ال(باتشا) والكبة النية والبامية ووووو.
بالتالي لا يحتاج المواطن العربي الى تضييع أكثر من نصف مدخوله الشهري على الطعام والشراب، فتتحول هذه الأموال للتعليم وللترفيه والتخزين.
حتى أننا قد نصبح أقل تبعية للغرب، وأقل استهلاكا من كل شيء.
وتلولحي يا