#سواليف – محمد الاصغر محاسنه/ اربد / سمر
وسط حضور لافت من المهتمين والمثقفين من مواطنين بلدة إربد، وبحضور #الشعراء المشاركين ، وتحت رعاية مدير ثقافة اربد عاقل خوالدة افتتحت امس فعاليات #مهرجان_بيت_سمر_الثقافي الثاني ضمن فعاليات لواء بني كنانة، لواء الثقافة الأردني، واستهل حفل الافتتاح الذي أدار مفرداته الأديب القاص الدكتور حسين منصور العمري على كلمة لمدير المهرجان الشاعر أحمد الكناني قال فيها “بلدة سمر التي تجمعنا اليوم على المحبة، هذه الجميلة التي سينها سلام ، وميمها محبة ، والراء رقي وثقافة . وأضاف الكناني ” نحتفل اليوم بدورة مهرجان بيت سمر الثاني الذي اردناه لسمر واللواء والوطن ،وعقدنا العزم ان نعيد لسمر وجهها الجميل ، حيث كانت درة اللواء واسطة العقد الكناني ، وببور قمحه الذي كان يجمع أبناء اللواء ، ومعصرة زيته الحجرية في الشمال التي ملأت الدلال بالنقاء والصفاء. مدير ثقافة اربد عاقل الخوالدة راعي حفل الافتتاح ، أكد في كلمته على الدور الذي تقوم به الهيئات وما يقع على عاتقها من تحمل الفعل الثقافي والاهتمام بالمبدع والمكان ، واضاف : هذا ما أشار اليه الزميل احمد الكناني الاهتمام بالمكان والإنسان، واستذكر الخوالدة شخصية كنانية وهو المرحوم عبدالحليم ملاعبة رحمه الله تعرف على شخصيته منذ الصغر لما كان له من دور كبير ثقافي تنويري ..
واستهلت فعاليات المهرجان بقراءات شعرية للشاعر ” يوسف عبدالعزيز صاحب ديوان ذئب الأربعين، فقرا مجموعة من القصائد التي اتسمت بالدهشة والنضال وعالم السريالية ، ويوسف عبد العزيز في قصيدة ” ضحك اسود ” يفتح جوارير التشكيلي العالمي دالي يقول فيها:»فتحتُ الجارور الأوَّل
فطارتْ منهُ
سحابةٌ هائلة من الفراش وملأتِ الغرفة
من الجارورِ الثّاني قفزتْ أرانبُ بيضاء بمناقيرَ حادّة أَخذتْ تُنَقِّرني كما لو كنتُ تفاحَّةً كبيرة من الجارورِ الثالث هبطتْ غابةٌ كاملةٌ من الأشجار التي كانت بشفاهٍ كثيرةٍ حمراء وسيقانٍ لامعة إِنّها ألاعيبُ (دالي) قلت وواصلت بجنون فتحَ الجوارير
في الجارور قبل الأخير
كان ثمّة قوارير مملوءة بالدَّم
وفرشاة
وقميص ترشحُ منهُ النار
والظلال
فتحتُ الجارورَ الأخير
وأطلقتُ صرخةً مدوِّية
لقد وجدتُ جسدَ سلفادور دالي نفسه
بوجهِهِ الطَّويل
وشاربيهِ المعقوفين
وفُتاتِ ضحكٍ أسود
يسيلُ من زاويةِ فمِه .
وقرات الشاعرة مهى العتوم صاحبة ديوان “دوائر الظل” من قصائدها ، فهي شاعرة تجد في الشعر جمالا يخفي كل عيوب الحقد والكراهية ، شاعرة صاحبة احساس عالي . ومن قصيدة ” لغة البيوت ” تقول : البيوت التي عاشرتني تألفت منها / فلما مضت رحت خوفا عليها أوئلفها / واضيف عليها تفاصيل توجعني في الغياب / فازداد جهلا لمن هجر العتبات واعرفها . وقرأ الشاعر عمر العامري صاحب ديوان ” مثل غيم سكري ” قصائد عاينت رؤيته للحياة والطفولة والإنسانية، والمكان الذي احبه وذكرياته، بيت الاهل في بلدة القليعات ، امه ، ابيه ، الشبابيك ، أبواب الغياب ، صحو امه وابيه صباحا ، التلال الشرفات ، كل تفاصيل الجمال التي أصبحت ذكريات .يقول في قصيدة ” وجه أمي:
هذهِ الأشْجارُ أمّي
والعَصافيرُ على سُورِ الحَديقةِ
قلبُ أمّي
والمناديلُ الشّفيفةُ في أكفِّ العاشقاتِ
دُموعُ أمّي
البُكاءُ المُرُّ أمّي
ضِحكةُ الضَّوْءِ التي تلْصِفُ في حَقل البَنفْسجِ
وجْه أمّي
رَفّة الحَسّونِ فوْقَ الغُصْنِ
أمّي
دمْعةُ النّرْجسِ في حوْضِ التُّرابِ الحُرِّ
أمّي
والمَفاتيحُ المُعلّقةُ القديمَةُ
فوْقَ صَدْرِ الحَائطِ المنْسيِّ
أمّي
لثْغةُ الصُّبحِ على شُبّاكِنا
في بيْتِنا الطّينيِّ
أمّي
شتْلةُ الّليمونِ عندَ البابِ أمّي
غبشُ الفَجْرِ، البَخُورُ، تمَائمي
تأويلُ رُؤْيايَ وحَدْسُ القلْبِ
أمّي
شَجْرة اليَقطينِ
تنْبتُ فوقَنا في الحَرِّ
أمّي
بئريَ الأولى
وآخِرُ ومْضةٍ في الرّوحِ
أمّي
وأنا
ما زلْتُ، مُنذُ وُلدْتُ، أبْكي
خائفًا
منْ أنْ يَغيبَ الآنَ عنّي
وجْهُ أمّي
الشاعرة ايمان عبدالهادي ، صاحبة ديوان ” فليكن ” شاعرة عاينت في قصائدها حالات الذات والحياة والقلق ، شاعرة لها تجربتها الشعرية مبكرا ، صاحبة لغة ورؤيا عالية. ومن قصيدة نزهة المشتاق قرأت ” أمام الرحلة الكبرى وقفنا / يدوخنا التجلي والأفول / لجدتي التي نامت طويلا / ضحاها كم يليق به الخمول / لطفله منذ أن ألقيت يمي به / مذ فاض عن كفي نيل / لهاجسي البعيد سكنت نجما قصيا / سوف تذكره الحقول .
وفي نهاية حفل الافتتاح أعلن رئيس بيت سمر الثقافي الشاعر أحمد الكناني تسمية شخصية المهرجان الدكتور أحمد ملاعبة رئيسا فخريا للبيت . بدورة تحدث الدكتور الملاعبة عن تاريخ منطقة سمر وجوارها والدور التاريخي والتنويري لأهل المنطقة . وتم تكريم المشاركين من قبل راعي الحفل ورئيس بيت سمر .