شريعة التفخيخ ودعوات العلمنة / بلال العقايلة

شريعة التفخيخ ودعوات العلمنة
شريعة التفخيخ، شريعة عمياء لا دين لها، فهي اليوم تغتال إنسانية الإنسان في أجواء ومهام إنسانية مقدسة….فلا غرابة لأتباع هذه الشريعة ان ينتهكوا كل الحرمات، ويرتكبوا كل الموبيقات في هذا الشهر الفضيل…..غير أن العلاج ليس بشتمهم وسبِهم، فـ(إسرائيل) مكثت بين ظهرانينا 80 عاما، نسبّها ونشتمها ونلعنها ليل نهار، لكنها عتت وتجبرت في ظل انقسامنا وتشرذمنا كعرب ومسلمين.
واليوم لدينا عدو جديد، يتربص بنا الدوائر بوحشية وشراسة، فلا ينفع معه كل وسائل الشتم والسّباب، بل تكون مواجهته، بتوّفر كل مقتضيات ودواعي الوحدة والتماسك والتكاتف والتعاضد، ونبذ الكراهية، الذي قال عنها سعد جمعة في كتابه مجتمع الكراهية: اننا وقفنا في صراع وجودنا، يشدّنا الضياع إلى الوراء! نواجه الإيمان بالكفر، والدين بالإلحاد…
ونواجه الواجب بالتخلّي، والشرف بالخيانة، والشجاعة بالنكوص، والصمود بالتواكل والتخاذل… ومجتمعنا مختل ملتاث، يلقى التقدم بالتخلف، والتجمع بالشتات، والتلاحم بالتمزق، والمحبة بالكراهية، والصلاح بالضلال….
وبدل أن تحرك الكارثة العزائم، فقد أرّثت الضغائن….
كثيرون اليوم -هنا في الاردن- وجدوا من هذا الإجرام وتلك الأحداث المروعة، فرصة للنيل من الإسلام، والطعن بالمسلمين، دون أن يبحثوا في الأسباب الحقيقية لهذا السلوك الشنيع لربّان السيارات المفخخة قاتلهم الله أنّى يؤفكون….
لكل هؤلاء نقول: إن الدعوة علنا للعلمنة ليس البديل الصحيح والأسلم لمواجهة هذا الإرهاب الأعمى، كما ان الإرهاب ليس فرصة لنفث سموم التفرقة في بلد دستوره الإسلام، وشرعية الحكم فيه مستمدمة من الإسلام أيضا…وهذه بالنسبة لنا قضية هوية أيضا…
من يتابع بعض المواقع الإخبارية المحليةّ، ذات النفس العلماني، والمدعومة من منظمات غربية، يرى حجم الهجمة على الإسلام، وليس هذا فحسب، بل سيتوجس خيفة، من القادم، ويثيره أن في هذا البلد، من يمارس أقوالا وأعمالا سيؤدي السكوت عليها إلى ضرب المجتمع بعضه بعضا…والانتهاء الى حالة صدام لا أحد يتمناها.
وأخيرا رحم الله من دمعت عليهم مآقينا حزنا، ومن تفطّر القلب باستشهادهم ألما، هؤلاء الأبرياء الذين رحلوا عن دنيانا بالأمس، رافعين مناديل الوداع، بعد أن نالتهم يد الغدر الآثمة…وحسبي الله ونعم الوكيل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى