شخير الانظمة وصحوة الامة ؟!

شخير الانظمة وصحوة الامة ؟!.
بسام الياسين

{{{ نحن لن نستسلم.ننتصر او نموت… المجاهد الكبير عمر المختار ـ رحمه الله ـ }}}.

*** لم يحدث في تاريخ الامة،ان اتفقت الاضداد،والتحمت الاتجاهات،وتوحدت المذاهب،وارتقت الهوية الجامعة فوق الهويات الفرعية،في ملحمة شعبية،وانعطافة فاصلة كما هي اليوم استبسالاً لمواجهة الفساد والاستبداد.عودة للجذور الاصيلة ، وتلاحم فوق المحاصصة،الجهوية،الطائفة ،العشيرة،و الاسماء الصدئة، للمطالبة بالحسم المؤجل لمحاكمة النخب و رموز الدولة العميقة وصناعة مستقبل عربي جديد، تقوده الشعوب و يحكمه القانون، تحت مظلة العدالة،المساواة، المواطنة.ما يفور على مراجل حامية في الشوارع العربية، ليست ثورة تأتي على ظهر دبابة، لتتحكم برقاب خلق الله ، ولا معارضة مستوردة تربت في احضان دوائر استخبارات اجنبية بل انتفاضة،كرامة لتحقيق عدالة مفقودة،مساواة معدومة، امانة مثلومة،تنمية وهمية.بالعربي الفصيح، انتزاع الحقوق المسلوبة،و رفع الغطاء عن متنفذين فاسدين.

هي صحوة دسمة ، لتعرية المتسترين بعباءة الوطنية،و انتفاضة عابرة للخطوط الحمراء التي خطتها الانظمة المهترئة لحماية انفسها من غضبة عرمرمية،من اجل رسم نهج جديد،بارادة شعبية نقية، لشل مقاومة الاجهزة المخابراتية العربية، التي عطلت الحياة السياسية،ذبحت الاحزاب،بطشت برجالات المعارضة الشرفاء ، اثارت النعرات، اجهضت القدوات المحترمة،خربت الصحافة و الاعلام، اشترت الضمائر بالمناصب،زورت الانتخابات النيابية لتشكيل برلمانات مدجنة،تدخلت في التعليم،هزت صورة الجامعات ،و لم تدخر وسيلة لسد منافذ الوعي حتى وصلت لخطبة الجمعة،فارجعتنا للاساليب العثمانية في القرآءة المكرورة المملة الفارغة المحتوى.

لا نهضة من ذوي الربطات المنشاة…ولا تغيير بواسطة اصحاب الصلعات ومرضى البروستات. آن الآوان للخلاص .فالامة تعيش لحظة فاصلة بين ان تكون او لا تكون، وحالة مخاض على مفترق طرق وعرة وصعبة. اما للامام و اما للوراء حتى استحال على الانظمة البائدة تشويهها او تصفيتها او احتوائها.فصرخة العجوز التونسي ، إبان سقوط نظام زين العابدين بن علي الظالم المتوحش:ـ ” هرمنا…هرمنا ” لن تذهب سدىً.

الشعوب حشرت الانظمة في زاوية ضيقة. طلاق بائن بين الطرفين وفشل في تفتيت الاحتجاجات بلعبة الإثنيات والهويات،المذاهب.الامواج الشعبية الهادرة اجتاحت الشوارع ضد الخراب وشكّلت سلاسل بشرية لمحاصرة الفاسدين،ولن تعود لبيوتها الا بمحاكمتهخم و استعادت الدولة.فوعي الجماهير بلغ الذروة،والناس نتاج ما يفكرون،وبالتالي هم يصنعون تكوينهم ومستقبلهم ومنظومة قيمهم،وهم انفسهم قادرون على الانقلاب على اوضاعهم البائسة وتغييرها ورفض الخنوع والخضوع و الاستكانة لانظمة مستبدة رغم ادراك الجماهير انها سلكت دروباً غير آمنة.

الجماهير وصلت الى مرحلة الحسم المؤجل، منذ عقود طويلة و جردة حساب بينها وبين الحرامية،بعد ان بلغت معرفة في دقيقة في الاقتصاد ،السياسة، التعليم ، الثقافة ، ما لم تبلغه النخب المشغولة بملذاتها وتبديد الاموال بطرق شتى دفعت شعوبها ” للشحدة “. رب قائل يقول :ـ الى اين ستصل الامور ؟!.غني عن البيان والتبيين ان حركة الشارع ، ان لم تكن فاعلة ومؤثرة على المدى القصير،فهي اكيدة التأثير على المدى الطويل.فكل شيء قابل للتغيير مهما تمتع باسباب القوة.فالجماهير متعطشة للتغيير بعد العديد من الاخفاقات والهزائم التي مُني بها النظام العربي،فالتحدي يُولدّ استجابة اكبر،وها هو الشارع العربي يستجيب لتحدي الانظمة ويطالب بكرامته المستلبة.

التغيير لا تصنعه وزارة فاقدة الولاية العامة،انما يصنعه انسان حر كامل الاهلية والارادة، لانه اي ـ التغيير ـ له روح حية و آليات محددة وشروط موضوعية و الا فالنتيجة فوضى.ما يثلج الصدور،ان حركة الشوارع العربية تقوم عليها جماهير ناضجة صبورة،تسعى لاهدافها المشروعة بطريقة متدرجة متصاعدة للخلاص من واقع بائس ونخب جشعة ، اكلت الاخضر واليابس ولم تترك لغيرها سوى الزبالة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى