العناني ينفخ الرماد على الذنيبات / إبراهيم البطوش

العناني ينفخ الرماد على الذنيبات
وزير التربية حاول إطفاء الجدل المجتمعي بأن يوهمنا أن القصة وما فيها مناهج جديدة حديثة من بنات افكار كوادر وزارته وعلى أرقى المعايير العلمية والمهنية والفنية في التطوير والتحديث وحسب مرتكزات فلسفة وزارة التربية والتعليم ، والقانون والدستور …. حتى آخر الاسطوانة التي نحفظها جميعا ، وبالتالي كان من الممكن الخروج من الجدل وحصره في الإطار المهني والوعد بالمراجعة وبالتالي نطفيء النار حتى إجراء مراجعة شاملة متوازنة. نحن كمواطنين فاهمين القصة هناك تحسينات عامة ولكنها سطحية للمناهج ، لكن إلى جانب هذا هناك خطة لقصقصة بعض اللقطات الدينية من المناهج بهدف جعل المواد الدينية مادة دراسية محايدة وان تكون منظومة القيم غير متحيزة دينيا ، أي ما يسمى بمنظومة القيم العالمية والقواسم المشتركة بين الشعوب على اختﻻف اﻻديان والحضارات أي ما يسمى مجازا الديانة العالمية ، لكن اللجان المختصة فهمت الأمر بمنهج رقيب القصقصة للجمل والعبارات والصور، وهذا ليس هو الصحيح ،نحن نعلم أن الإسلام ليس نظيرة صغيرة بل حضارة كاملة وفي القرآن والحديث والتراث مما يحقق الأهداف الصحيحة وقيم التسامح والاعتدال واحترام الأمم الاخرى بدون تلك العملية المبتذلة والسطحية التي تمارسها لجان التأليف ، فليس كل القرآن على نمط واقتلوهم حيث ثقفتموهم، يمكن إعادة بناء المناهج بصورة أفضل وبدون استثارة الناس لو كان الداعي لذلك المصلحة الوطنية لكن حيث أننا ننفذ مطالب سياسية فمن المؤكد ان نرتكب الأخطاء فالجلد على ظهر وزارة التربية والتعليم من قبل السبتمبرين أكبر من أن تتحمله.
أما الوزير الثاني فيؤكد أن المسألة “سياسية بحتة ” على ضوء الفكرة ” السبتمبرية ” التي تقول ان اﻻرهاب في الشرق اﻻوسط منبعه المناهج الدينية التي تشجع على العنف والإرهاب .
وهنا ادخلنا الوزير الثاني في أزمة ثقة حول أي تعديل مستقبلي وحقيقي ومفيد للمناهج . وبالتالي سيتم التشكيك بأي خطوة حتى لو كانت إيجابية ،
هذا الوزير أبو الاقتصاد والخبير في فلسفة اختراع الخسائر غير المنظورة ، عليه تحمل كلفة إلثقة التي اهتزت بوزارة التربية بتصريحه اﻻرتجالي غير المدروس وخرب محاوﻻت زميله في إطفاء جمرة الاعتراضات . فهو كمن ينفخ الرماد في وجوه أصدقائه فيسود وجوههم.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى