شخصيات من العيار الثقيل / جميل يوسف الشبول

شخصيات من العيار الثقيل … لو كان ثقيلا ما منع

اعتقد جازما ان هذا المسؤول من العيار الثقيل لم يشاهد البتة على الارض الاردنية وتحديدا خلال العقدين الماضيين

من عمر الدولة رغم ادعاء البعض وتزكيتهم لانفسهم بانهم مسؤولون من العيار الثقيل .

خاطب احد المسؤولين جمهورا من الاردنيين وكان الخطاب فيه تزكية من المسؤول لنفسه وانه من العيار الثقيل فقام

مقالات ذات صلة

احد الحضور ولقنه درسا في علم السياسة والكياسة وانتهى الاجتماع وانسحب المسؤول خائبا وشعر ان عياره الثقيل لم يكن الا ورما طارئا .

احد المسؤولين الاردنيين القدماء رفض السعي لدى النواب المحتشدين ضد حكومته كي يحصل على الثقة فحصل على

ثقة البرلمان والشعب ولا زال يتمتع بهذه الثقة وهو تحت التراب وكان بحق مسؤولا من العيار الثقيل .

يزخر الاردن باعداد كبيرة من اصحاب الالقاب بدءا من اصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة واضيف الى جوقة

الالقاب لقب جديد وهو صاحب السعادة السابق (النائب السابق او الاسبق) والكل يعتقد انه من العيار الثقيل حتى

افتضح امرهم عندما وجدهم الناس يجتمعون على موائد ومناسبات من لا كرامة لهم ولا مكارم ومن طعنوا

بنزاهتهم .

لقد فشلنا او افشلنا في انتاج المسؤول من العيار الثقيل لاسباب كثيرة لكن اداة الهدم الاولى كانت في افساد العمل

البرلماني بدءا بمكتسبات النواب المادية وانتهاءا بمنح رقاب الناس وشؤون الدولة لثلة من الجهلة الذين يأتمرون

بامر صاحب الفضل فيحبطون عمل زملائهم من اصحاب الضمائر الحية الذين يسمح لهم بدخول البرلمان لغايات

ترتيب الشكل العام مع ضمان عدم الاقتراب من الاغلبية المعطلة .

حتى يكون لدينا مسؤول من العيار الثقيل وحتى يحصل المسؤول على تقدير واحترام الناس وحتى يقوم الجميع

احتراما له عندما يشارك في المناسبات العامة لا بد من اصلاح المؤسسة التشريعية التي اصبحت تنتج خارج

المصانع الشعبية وان يعاد انتاجها شعبيا وان لا يكون للنائب راتبا عاليا او سيارة معفاة او اي مكسب مادي خارج

عن اطار تقديم الخدمة العامة وان ما يحصل عليه النواب الان من مزايا فانه يدخل في اطار الرشا.

علينا ان نمنح النائب ما يكفيه ويكفل له العيش الكريم المنسجم مع المستوى المعيشي لمنطقته او دائرته الانتخابية

ولا بأس ان تكون هذه المنحة من قاعدته الشعبية حتى يكون قريبا منها وقريبا من نبضها وان يتخذ قراراته بما

يحقق مصلحة هذه المنطقة والتي تشكل جزءا من الوطن الكبير لتكتمل مصالح الوطن على اكمل وجه حيث ان النائب

القوي النزيه سيقدم للوطن المسؤول القوي الامين .

من يطلب من الناس ان يعتبروه مسؤولا ثقيلا لمجرد انه تولى منصبا رسميا لم يكن بحجمه لن يبلغ ذلك الشرف

فالمسؤول خادما للشعب والوطن وتمايزه فقط بحجم الانجاز ونكران الذات في سبيل المواطن والوطن اما العيارات

الثقيلة فاننا نحتاجها في العلماء واصحاب براءات الاختراع التي يمكن لاحداها ان تنقل الاردن الى العالمية وان تسدد

ديونه وتزيد في انتاجه القومي وعلينا ان نوجه جهودنا نحو ذلك وان لا ننشد العلى باكبر حبة فلافل واطول سارية علم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى