شجرة

شجرة
هاشم غرايبة

شجرة عتيقة وكبيرة
تسلق الناس فروعها
ظلت الشجرة تكبر وتكبر
الذين صعدوا عاليا عاليا خافوا السقوط، فواصلوا الصعود.
وظلت الشجرة تكبر وتكبر
الناس العالقون في الوسط غير راضين بالخشب، ولا يحترمون التراب.
ظلت الشجرة تكبر وتكبر.
نحن الغجر، كنا بين الشمس وظلها نلهوا بالتراب، راضين بما تساقط من ثمر.
تخففنا من عبء التعلّق، والتسلق، والتسابق، فنلنا الخفة التي تمنح الفرح.
ظلت الشجرة تكبر وتكبر.
نحن لا نعرف الكثير عن الشجرة.. ما نعرفه يكفي للعيش بسلام بين ظلها والشمس.
الشجرة تكبر وتكبر.
المتسلقون الأقوياء حائرون. حذرون. خائفون.
الناس الوسط يتشبثون بالخشب. عالقون. تائهون. يعرفون ولا يعرفون.
من نأى بكتفيه عن المزاحمة، وحمى جسده من ثقل المتسلقين. عرف سرّ التراب؛ وجاء إلى ملعبنا.
التحلي بالضعف قوة لا تقهر.
نحن الغجر
كنا تحت الشجرة، نرقص في الشمس وللظل نغني:
(الشجرة العتيقة تكبر وتكبر. الشجرة الكبيرة في مهب الريح تترنح. الأقوياء يرتجفون. الناس الوسط يساقطون. من نأى بكتفيه عن المزاحمة، جاء إلى ملعبنا.
هلموا إلينا أيها الطيبون، نحن لا نعرف الكثير .. ما نعرفه يكفي للعيش بسلام . هلموا الينا أيها الطيبون. هلموا)
العالقون على أغصان الشجرة العتيقة الكبيرة يتقافزون من غصن إلى غصن مذعورين، ونحن كالعصافير ننقر ثمارها الناجية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى