شتاء أبرد من المعتاد يلوح بالأفق

#سواليف

سجلت #مراصد_الطقس العالمية، بما في ذلك وكالة نوا الأمريكية (NOAA) ووكالة الارصاد الجوية اليابانية ، انخفاضًا ملحوظًا في درجات #الحرارة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية على مستوى طبقة #الستراتوسفير من #الغلاف_الجوي. وصل هذا الانخفاض إلى مستويات قياسية، خاصة في المستويات العليا مثل 30 و10 هكتوباسكال في طبقة الستراتوسفير.

هذا الانخفاض الحاد في درجات الحرارة يُعتبر مؤشرًا مهمًا، بحيث قد يؤثر بشكل كبير على أنماط الطقس في النصف الشمالي من الأرض. فعندما تنخفض درجات الحرارة إلى هذا المستوى في طبقة الستراتوسفير، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعزيز التفاوتات الحرارية وتكثيف النشاطات الجوية في طبقات الغلاف الجوي السفلية، مما قد يساهم في تكوّن أنظمة جوية باردة تؤثر على مناطق متعددة في المستقبل القريب.

تُعتبر طبقة الستراتوسفير، التي تقع فوق طبقة التروبوسفير (الطبقة التي تحتوي على #المنخفضات والمرتفعات الجوية)، طبقة أساسية تتحكم في نظام الطقس خلال #فصل_الشتاء. أي تغيير في درجة حرارة طبقة الستراتوسفير يؤثر مباشرة على منظومة الطقس ويؤدي إلى تغيرات في توزيع الكتل الهوائية ومدى تركيزها.

العلاقة بين طبقتي الستراتوسفير والتروبوسفير ديناميكية ومترابطة، حيث يمكن للتغيرات في الستراتوسفير أن تؤدي إلى تقوية أو إضعاف التيارات الهوائية في طبقة التروبوسفير، مما يؤثر على سلوك المنخفضات الجوية وانتشارها. على سبيل المثال، يمكن لانخفاض درجات الحرارة في الستراتوسفير أن يعزز من قوة #الدوامة_القطبية ويزيد من فرص تدفق الهواء البارد نحو العروض الوسطى والدنيا.

مع تزامن عدة عوامل مناخية هامة، مثل تعاظم المرتفع الجوي السيبيري البارد بشكل أكبر من المعتاد، وتكوّن مرتفعات جوية قوية فوق القارة الأوروبية مبكرًا، إضافة إلى حالة إيجابية متطرفة للقبة القطبية الشمالية، تشير المؤشرات إلى احتمال أن يكون فصل الشتاء القادم أبرد من المعتاد. وقد تعززت هذه التوقعات برصد تبريد ملحوظ في طبقة الستراتوسفير، مما يزيد من احتمالية تشكّل نظام مناخي بارد شبيه بسنوات باردة سابقة، كان آخرها شتاء 2021-2022 الذي تميز بتكرار موجات البرد القوية نحو المنطقة العربية، وخاصة الشرق الأوسط.

التوقعات الحالية تدعم سيناريو شتاء يتميز بموجات برد اعلى من المعتاد ، مع احتمالية ارتفاع فرص الهطولات الثلجية وانخفاضات ملموسة في درجات الحرارة، وهو ما يستدعي متابعة دقيقة من الجهات المختصة واستعدادًا مناسبًا من السكان في المناطق المتوقع أن تتأثر.

المصدر
المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى